DELMON POST LOGO

العم يوسف الشيراوي الوزير الذي لا يعوض

بقلم : محمد الانصاري
ولد المغفور له باذن الله تعالى يوسف الشيراوي عام ١٩٢٧ م ، وأتم دراسته الثانوية في بيروت عام ١٩٤٥ م ، حصل على درجة البكالوريوس في الكيمياء من الجامعة الأميركية في بيروت عام ١٩٥٠ م ، ثم نال في عام ١٩٥٥ م شهادة الماجستير في الكيمياء من جامعة غلاسكو.
شارك الشيراوي في أول تشكيل وزاري في البحرين بعد إستقلالها عام ١٩٧٠ م حيث تولى وزارة التنمية التي اصبحت لاحقا وزارة الصناعة ، وكان للشراوي خلال فترة تعيينه وزيرا للصناعة الدور الأبرز في إرساء أسس الصناعة ، حيث لعب دورا هاما في تطوير عدد من الشركات الصناعية ، منها شركة نفط البحرين (بابكو)، وشركة نفط البحرين الوطنية (بانوكو)، وشركة غاز البحرين الوطنية(بناغاز)، وشركة ألمنيوم البحرين (ألبا)، والشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري)، وشركة طيران الخليج ، كما أسهم في تأسيس البحرين كمركز مصرفي إقليمي عام في السوق المالية العالمي.
ترجل الشيراوي عن منصبه كوزير للتنمية والصناعة عام 1995 بعد أن ترك بصمة دائمة في مسيرة الصناعة و الاعمال المصرفية في البحرين من خلال رؤية إستراتيجية واضحة ، ومنذ غياب الشيراوي توقفت عملية تأسيس و بناء الصناعات الوطنية الكبيرة في مملكة البحرين ، حيث لم يتمكن أي وزير حتى الآن من تغطية الفراغ الذي تركه ، و حتى عمليات التطوير والتحديث و التوسعة في الشركات والمصانع القائمة انحصرت في الخطط التي تأتي من الشركات ذاتها ، حيث لم يعد للوزارة دور حقيقي فيها ، و بعض منها جائت بنسخة مطورة من الخطط التي تم رسمها من قبل الشيراوي وفريقه ، أما المصانع الجديدة التي جاءت للبحرين من الخارج فهي أتت لخدمة أهدافها التجارية ،ومعظمها ليس لها إضافة كبيرة في اقتصاد البحرين ولا في خلق فرص العمل للمواطنين.
وللحديث عن المصانع والشركات التي أسسها الشيراوي ، من خلال موقعه كوزير في حكومة البحرين نضع بين يديكم بعض الأمثلة للكيانات التي تأسست بشكل مباشر من قبله ، كما هناك العديد من الأمثلة الأخرى في المجال المصرفي و الصناعي لا يسع المقام لتفصيلها:-
١- شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات " جيبيك " : تاسست هذه الشركة في عام ١٩٧٧ ميلادية ، وذلك براس مال بحريني كويتي ، هذه الشراكة الاستراتيجية كان نتاجها إطلاق شركة الكيماويات الكويتية-البحرينية في عام ١٩٧٩ ميلادية ، ومثلت حكومة الكويت فيها شركة الصناعات البتروكيماوية فيما مثل حكومة البحرين فيها شركة نفط البحرين الوطنية (بانوكو) ، ثم انضمت المملكة العربية السعودية للتحالف الصناعي من خلال شركة سابك ، و نتاج هذا التعاون الثلاثي مصنع عملاق ذات تقنية و انتاج نوعي يعرفه الجميع .
٢- شركة المنيوم البحرين " البا " : تأسست شركة المنيوم البحرين البا في شهر أغسطس من عام ١٩٦٨ ميلادية . بدأ انتاج الشركة الفعلي في مايو ١٩٧١ ميلادية بطاقة تصميمية قدرها ١٢٠ ألف طن سنوياً، وتضاعف الإنتاج على مدى السنوات حتى وصل إلى ٥١٠ آلاف طن متري سنوياً، ثم ارتفع انتاج الشركة بعد إضافة الخط السادس الذي تم افتتاحه في عهد جلالة الملك حمد المعظم حفظه الله ورعاه ليزيد عن ١.٥ مليون طن متري سنوياً ، الأمر الذي يجعل مصنع ألمنيوم البحرين من أكبر المصاهر الموجودة في العالم. وتقوم ألبا بإنتاج الألمنيوم السائل (المنصهر) بنقاوة تبلغ ٩٩،٧% وكذلك قوالب الدرفلة والسحب وسبائك معيارية للصناعات المحلية وسبائك عجلات، كما يتم تصدير المتبقي من الإنتاج للأسواق الأخرى.
٣- شركة طيران الخليج : تأسست في عام ١٩٧٣ ميلادية وذلك بعد ان وافقت كل من إمارة أبوظبي والبحرين وقطر وسلطنة عمان على شراء حصة شركة بواك في طيران الخليج ، وقد تم التوقيع على المعاهدة في ١ يناير ١٩٧٤ وأعطيت كل حكومة مساهمة بنسبة ٢٥% في طيران الخليج والتي أصبحت شركة قابضة ، الشركة تعمل الآن باسم شركة طيران الخليج وأصبحت الناقل للدول الأربع ، ثم امتلكتها مملكة البحرين بشكل كامل.
٤- الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن " أسري " : وقعت اتفاقية إنشاء الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن أسري في عام ١٩٧٣ ميلادية ، واتخذت من مملكة البحرين مقراً لها ، وذلك في أعقاب الظروف العالمية التي مرت بالعالم بعد حرب ٦٧ و تعطل المعابر المائية وتشترك في عضويتها سبعة دول هي: دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وجمهورية العراق، ودولة قطر، ودولة الكويت، وليبيا.
٥- شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم " جارمكو " : تأسست شركة الخليج لدرفلة الألمنيوم عام ١٩٨١ ميلادية في مملكة البحرين ، وهي أحد أهم و أكبر المصانع التحويلية والتكميلية للألمنيوم في منطقة الشرق الأوسط لدرفلة الألمنيوم وقطعه وتصنيعه، وتشمل منتجاتها صفائح الألمنيوم بمختلف الأبعاد، ولوائح ألمنيوم أفقية، ولفائف الألمنيوم بمختلف السبائك ودرجات الحرارة، ولفائف وصفائح التشطيب المزخرفة، ولفائف الشق ، هذه الشركة منذ تأسيسها حتى اليوم قفزت بشكل كبير في حجم الإنتاج و نوعيته و هي تعد إحدى المصانع المهمة في هذا المجال اقليميا ، عربياً ودولياً.
٦- شركة البحرين للإتصالات السلكية واللاسلكية " بتلكو " : وهي الشركة الوطنية الأكبر للإتصالات في مملكة البحرين ، وقد تأسست في عام ١٩٨١ ميلادية ، وهذا لا يعني ان البحرين لم يكن فيها إتصالات قبل ذلك ، حيث كانت الشركات المغذية للإتصالات اجنبية ، عندها كانت البحرين تمتلك أكثر من ٤٥ الف خط هاتف قيد الاستخدام ، وبعد تدشين الشركة وبحلول عام ١٩٨٢ م بلغ عدد الخطوط حوالي  ٥٠  ألف خط هاتف. في عام ١٩٨٥ تم تثبيت أول كابل الياف بصرية في البلاد ، ثم توسعت الشركة تدريجياً لتصبح صرحاً من صروح التكنلوجيا على المستوى الإقليمي والدولي.
٧- شركة غاز البحرين الوطنية " بناغاز  ": تأسست الشركة في عام ١٩٧٩ ميلادية بهدف استخراج الغاز الطبيعي من حقل نفط البحرين. تمتلك الشركة ٧٥٪ من قبل حكومة البحرين ، ٢٥ ٪ من المؤسسة العربية للاستثمارات البترولية وكالتكس البحرين. أقيم المشروع بقيمة ١٠٠ مليون دولار ، و يهدف هذا المشروع لبناء أربع محطات ضغط الغاز ومصنع لتجهيز البروبان والبيوتان والنفتا ، بالإضافة الى منطقة تخزين في جزيرة سترة ، في مارس ١٩٨٠ ميلادية كانت الناقلة اليابانية يويو مارو أول سفينة تنقل ٥٠٠٠ طن من البوتان.
ختاماً :-
تحتاج البحرين وزراء من طراز الشيراوي ، لديهم رؤية واضحة ، وعزيمة على إحداث التغيير ، و إمكانيات فعلية لصنع القرار.
نتمنى للوزير الجديد المسئول عن هذا الملف الاخ عبد الله عادل فخرو كل التوفيق في صنع هذا الفارق وهو شاب طموح ومجتهد و مخلص ، خصوصاً مع هذا الدعم الكبير الذي تحضى به الحكومة من لدن جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه ، و مع التطلع والعزيمة الكبيرة لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه .