DELMON POST LOGO

ظاهرة بوسلطان في " لك الله يا مواطن" وحرية الصحافة والاعلام

" لك الله يا مواطن " هي احدى العبارة او الجملة التي يذيل فيها بوسلطان خطابه الى المسؤولين في بروكسات يصدرها على أدوات التواصل الاجتماعي يوميا وبشكل منتظم ، يعكس فيها هموم الشعب وتطلعاته ومشاكله بلغة بسيطة بعيدة عن لغة المثقفين والنخب.
كانت البداية في رفض موافقة النواب على بعض المقترحات الحكومية في تعديلات قانون التقاعد وزيادة الضريبة المضافة الى 10%  وإلغاء نسبة الزيادة للمتقاعدين 3 % ، ومن ثم توجيه الناس لاختيار افضل النواب لكي لا يقع الشعب في مأزق في اختيار خاطئ للاعضاء مجلس النواب وأخيرا ماذا على النواب فعله داخل المجلس لحماية مصالح الناس والدفاع عنها بعيدا عن موافقة النواب عن كل ما تطرحه الحكومة من مقترحات ربما بعضها على حساب جيب المواطن.
الغريب في الامر بان " أبو سلطان " اصبح ايقونة الانتخابات الأخيرة والخيم الانتخابية ، أولا لانه نشيط ، ويشارك في معظم الفعاليات التي ينظمها المترشحون ، ويكون مكان اهتمام من قبل رواد تلك الخيم والمجالس ويحصل على تأييد كبير من قبل الناس البسطاء ، ثانيا ، ربما لان لغته بسيطة وتلمس هموم المواطن ، وهو واحد منهم ويرفع مطالب الناس للقيادة السياسية والحكومة دون خوف وبأدب الخطاب الذي يشرح فيه المشكلة ويعرض أحيانا الحلول ، دون تكلف ودون مبالغة وبتواضع جم وبدون مصلحة شخصية.
ظاهرة لجؤ الناس لمثل هذه الأصوات دليل على ضعف الصحافة الورقية التي لا تحمل كل همومهم ، او الرقابة القوية من قبل الحكومة على الاعلام وحرية التعبير ، فكانت الناس في السابق أيام قانون تدابير امن الدولة تعبر عن مطالبهم من خلال الكتابة على الجدران ، ظاهرة استبدلت بادوات التواصل الاجتماعي والبرودكاست والذي يعتبر " بوسلطان" اشهر تلك الأصوات جنب الى جنب الى الإعلامي والناشط الاجتماعي/  السياسي محمد الزياني الذي تتنافس الناس بالتصوير معهم كما هو الحال لاشهر الفشنست في العالم رغم خلو مخابيهم من الأموال بل ربما يصيبهم جانب من التقريع من الجهات الرسمية او اكثر .
الصحافة والاعلام تعتبر السلطة الرابعة في أي دولة، وبها يسمع ولي الامر والحاكم والمسؤول والوزير والقاضي والنائب بالإضافة الى المواطن والقاطن ما يدور في هذه الديرة تلك، المشاكل والمطالب دون وسيط ربما يعوج الحقيقة ،فاذا ضعفت تلك السلطة ، تبرز الوسائل الأخرى لتعوض النقص وهو سلوك البشر للتعبير عن مظالمهم او انتقاداتهم او مشاكلهم وهمومهم.
ولنتعظ بمقولة تنسب لاحد الحكماء "  إذَا سَمِعْتَ الرَّجُلَ يَقُولُ فيكَ مِنَ الْخَيْرِ ما لَيْسَ فِيكَ فَلا تَأْمَنْ أنْ يَقولَ فِيكَ مِنَ الشَّر مَا لَيْسَ فِيكَ".