احد اعيان ظفار ( عبد القادر الغساني ) يوقف مكتبة وعقار لاهالي صلالة والمكتبة بها 19 الف كتاب ودورية وبحث
قرر المرحوم عبد القادر الغساني ، تحويل مكتبه الخاصة الى مكتبة عام يستفيد منها الباحثين من صلالة وعمان قبل وفاته ، وأصبحت اول مكتبة عامة يتم وقفها من قبل احد اعيان صلالة ، وكانت الوقفيات متركزة على بناء المساجد والصناديق الخيرية ، وأصبحت المكتبة ليس فقط مكان للقراءة والاطلاع ، بل مكان مهم للبحاثين وطلاب العلم بمختلف مستوياتهم بسبب ما تحتوية المكتبة من مكنونات متعددة وغنية .. فما تاريخ مكتبة دار الكتابة العامة ؟
يقول مدير المكتبة الحالي محمد احمد الغساني في لقاء مع " دلمون بوست " انه وقبل نحو 80 عاما ، في موقع بوسط صلالة تم تأسيس مكتبة دار الكتاب كمتبة لبيع الكتب بانواعها ، وبانتقال المؤسس عبد القادر الغساني إلى منزله الجديد بصلالة الجديدة في عام 1983م تمت تهيئة موقعاً في المنزل الجديد للمكتبة بمساحة 40 مترا، ضمت في جنباتها عدداً من الكتب والموسوعات والدوريات قدرت في ذلك الوقت بحوالي 4000 كتاب.
وفي عام 2005م أعاد توسعة المكتبة عندما ضاقت بمحتوياتها التي تجاوزت أعدادها 8000 كتاب وتم إنشاء مبنى مستقل للمكتبة في فناء المنزل بمساحة حوالي 80 مترا.
ثم جاءت فكرة تحويل المكتبة الخاصة إلى مكتبة عامة لفتحها أمام الجمهور حيث قام الأستاذ بإعادة بناء منزله القديم وهيأه وفق رؤيته للمكتبة، وجعله وقفًا لخدمة المكتبة ومرتاديها.
افتتحت المكتبة رسميا بتاريخ 23 فبراير 2015م تحت رعاية السلطان هيـثـم بن طارق بن تيمور آل سعيد وزير التراث والثقافة سابقا.
تنظم المكتبة العديد من الأحداث الثقافية في مدينة صلالة، بشكل دوري ومنتظم وذلك في قاعة الاستاذ عبدالقادر الغساني بالمكتبة، مما يساهم ويثري الحركة الثقافية في المنطقة بالإضافة الى فتحها يوميا للباحثين .
في مساحة 381م مربع تحتوي المكتبة على ما يزيد عن 16 ألف كتاب بين التاريخي ونوادر الأدب والتراث، وعلى العديد من المخطوطات التاريخية والخرائط والدوريات والموسوعات النادرة، والتي تم تجميعها خلال ما يزيد عن 70 عاماً.
تقع المكتبة في قلب صلالة الوسطى، جنوب غرب نادي ظفار الرياضي، وتستقبل المكتبة مرتاديها خلال الأيام الدوام الرسمي للدولة .
بالنسبة الى مؤسس الدار والذي اوقفها كمكتبة عامة لجميع الناس واوقف بعض العقارات لتمويلها ماديا ، فهو الأستاذ عبدالقادر بن سالم بن أحمد السيل الغساني من مواليد مدينة صلالة 11 أغسطس 1920م.
بدأ مشروع المكتبة قبل نحو 80 عاماً في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي ثم حولها الى مكتبة عامة يستفيد منها الباحثون من صلالة وعمان والوطن العربي .
ولد الغساني في مدينة صلالة 1920م ونشأ في بيت محافظ كان محل تقدير واحترام من قبل الجميع مجتمعاً وحكومة ، كان والده من أبرز وجهاء ظفار وأعيانهم.
بدأ تعليمة في المنزل من قبل والدته التي كانت تقرأ القرآن وتحفظ بعض المنظومات في الفقه والتوحيد .
ولما بلغ سن السادسة التحق بكتاب كانت تقوم عليه معلمة من بصلالة يبعد كتابها عن منزله حوالي كيلو متر، كان التعليم في حجرة بنين وبنات والتعليم في قراءة القرآن وكيفية الصلاة وأركانها وشروطها.
في السنة الثانية التحق بمعلم اخر كان يعلم الطلبة في المسجد وكان التدريس في بعض الكتب الفقهية المختصرة ، وكنت شاطرا في الدرس.
وبمشورة من السلطان سعيد بن تيمور ارسله والده الى حضرموت لمواصلة درسي ، وكانت الدراسة على نطاق متوازن بين الفقه الإسلامي ومادة النحو كانت البداية في المتون المختصرة واستمرت الدراسة في هذا النطاق حوالي عام .ومن ثم المنهاج للإمام النووي وفي اللغة العربية ألفية بن مالك الأندلسي حفظاً ونثراً لابن عقيل مع مراجعة بعض الحواشي في الفقه واللغة العربية، استمرت الدراسة ست سنوات بتمويل من الاب .
في أوائل عام 1943م عمل كمدرس للتربية الإسلامية في المدرسة السعيدية ثم كمدرس باللغة العربية ومن ثم تم تعينه كنائب لمدير المدرسة .
وفي 4 أكتوبر 1970م أسند السلطان قابوس مسؤولية التعليم في ظفار الى الغساني ومن ثم تم ترقيته من مدير مدرسة الى مشرف تعليمي ومنه إلى نائب مدير التعليم ومنه إلى مدير ومنه إلى مدير عام ومنه إلى مدير عام في الدرجة الخاصة كوكيل وزارة ، ثم مستشاراً بوزارة التربية والتعليم والشباب بنفس الدرجة والمخصصات إلى 1 مايو 1996م حيث أحلت إلى التقاعد، ثم عين في مجلس الشورى . يدير حاليا المكتبة ابن أخيه محمد احمد الغساني ،الذي كان احد المدرسين بمدارس الثورة العمانية قبل نزوله الى صلاله بعد عفو سلطاني .