DELMON POST LOGO

سيرة المناضل البحريني في ثورة ظفار عبد العزيز الراشد :

خمس أسباب عجلت بانتهاء الثورة في ظفار بينها القيادة

ليلى فخرو لها دور إيجابي في انشاء اول مدرسة في ظفار وتعليم أبناء الأهالي والثورا

بدأ الدكتور عبد العزيز الراشد ، خريج الكلية العسكرية ( مدفعية ) بكلية عدن الحربية ، والذي ساهم كبحريني وحيد في حرب التحرير الشعبية التي خاضتها الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي في ظفار قبل الهزيمة عام 1976 ، بكشف الأسباب الحقيقية لتلك الهزيمة ، قبل ذلك  بدأ سرد سيرته منذ ولادته بحالة بوماهر بالمحرق وحتى عودته بعدة شهادات واوسمة للبحرين بعد العفو العام الذي عرضه جلالة الملك عام 2002 لجميع المعارضين بالخارج ،،، ولكنه يشتكي عدم استفادة البحرين من تلك الخبرات لاسيما انه استشاري امراض بولية ولديه خبرة طويلة في هذا القطاع الصحي وبقى عاطلا عن العمل حتى اللحظة.

وأشار الى خمسة أسباب جوهرية في إلحاق الهزيمة بالثّورة العمانية ( الظفارية ) فيقول أنّ السبّب الرئيسي؛ هو قلة التّعليم والتّدريب والتّخطيط، وفرض تعليم الماركسية بشقيها اللينيني والصّيني على المواطنين وغالبيتهم لا يعرفون القراءة والكتابة. أمّا السّبب الذي لا يقل عنه في الأهميّة، فهو الاصلاحات والوعود التي أطلقها السّلطان قابوس على خلفيّة توليه السّلطة بعد انقلاب قاده في 23 يوليو سنة 1970، والتي أدّت إلى انسحاب بعض المقاتلين وانتقالهم إلى عمان، وقد كان من بين هؤلاء قيادات عليا مثل يوسف بن علوي الذي أصبح وزيرًا للخارجية فيما بعد. لقد كان هذا الانسحاب بمثابة رسالة قويّة وحصيفة بأنّ الثّورة باتت على وشك الانتهاء، وكذلك الأخطاء العسكرية الميدانية ، والانقسامات والاعدامات ساهمت أيضا ، وكذلك توقف الدعم الخارجي للثورة من الصين التي تبنت لديها فكرة بان هذه الثورة بدون افق ولا يمكن التضحية بعلاقاتها مع الدول الخليجية الغنية ، وتبعها بعد ذلك بنفس التوجه الاتحاد السوفيتي ، وتلتها الاحداث في اليمن الجنوبي وما حدث له من مصاعب وكوارث.، بالنهاية هناك قرارات اتخذتها الصفوة في القيادة عجلت من تصفيتها .

على الرغم من ذلك يجب القول بان الثورة  حققت إنجازات كبيرة على المستوى الاجتماعي لعمان وظفار خلال سيطرتها على ظفار ، فساوت بين الرجل والمرأة ، واشتركت المرأة في العمل العسكري ، وحررتها من قيود المهر والزواج الخانقة ، وحررت العبيد والغت الرق ، وحاربت التمايز القبلي ، وانشأت المدارس ونشرت التعليم ، ونظمت برامج واسعة للتثقيف للمجتمع العماني ولاهل ظفار.

من الجانب الاخر ، دفعت الثورة السلطات العمانية الى الاهتمام بالتنمية في إقليم ظفار، وحظيى بانفاق كبير في مجال التنمية والتعليم والصحة والخدمات .

لذا اني أرى انها ليست الثورة العمانية ، بل الثورة الظفارية ، حيث بدأت بظفار وانتها بظفار ، وضحى هذا الإقليم بناسه ، بشبابه من رفاق ورفيقات ، وان التنظيم لمؤتمرات الجبهة الشعبية والخطط الاستراتيجية الموضوعة فيها والتي هي اكبر من قدرتها ، هي التي افنتها !!.

ثورة لا يقرأ مسؤوليها الجريدة اليومية ، ولا الكتب الثقافية ولا  بتهم بالدراسات ولا حتى بالثورة المضادة ( هناك دراسة بحثية لاحمد الشملان عن ظفار خلص لنتائج ليست برأس القيادة ، اهملت ). اكيد مصيرها الفناء .

وقال انه التقى بعدد كبير من الرفاق البحرينيين بينهم عبد الرحمن النعيمي وعائلته التي تحملت المشقة وضنك العيش في حوف ، وعبد النبي العكري واحمد العبيدلي واخيه عبيدلي العبيدلي وليلى فخرو وبثنية فخرو وصديق الماجد الذين يتعامل معهم بشكل ما خلال تواحده في عدن والغيظة .

مدارس الثورة

ان مدارس الثورة أسسها البحرانيون منذ بدايتها ، اسستها الرفيقة هدي سالم ( ليلى فخرو ) ، والبحرينيين في الجبهة الشعبية لهم دور تعظيم في استمرار التعليم في ظفار ، فمنهم من ترك الدراسة الجامعية والتحق بالمدارس ، ومن منهم من بالثورة ( المدارس ) لمدد مختلفة اثناء الدراسة الجامعية ، وكنت انا عشت اكثر شخص بحريني في ظفار في المجال التدريب والعسكر والتدريس في المدارس ومحارب داخل ظفار .

عندما حصلت على قبول في الكلية العسكرية بعدن ، والتي تبدأ بها الدراسة في سبتمبر ، وكنا في مارس انتقلت الى مدارس الثورة بالغيظة ، التقيت المؤسس للمدرسة ليلى فخرو ، التي فرحت بوجودي لانها على وشك السفر لدولي صحية الى عدن ، واوكلت الإدارة لي مع احمد عبدون وعبد الله محسن واحمد عبيد ، بعدها قدم الى المدارس صديق الماجد ومسك الإدارة قبل قدوم احمد العبيدلي .

تطرق الراشد في سيرته عن المناضل محمد بونفور، وتعامله معه قبل مغادرته البحرين ، وتعامله مع عبد الله مطويع واخرين وقال ان انفجار بونفور كان مدبرا على ما يبدو ،لانه حريص على الامن والسلامة دائما .

وكذلك الراشد ما قاله عبد الله النفيسي والذي قال صور لينين في مساجد ظفار ، وقال ان ظفار الجبل خالية من المساجد وما قاله يدل انه لم يدخل الجبل وبقى في صلاله فقط .

يشرح الكتاب أيضا علاقته برفاقه بالجبهة الشعبية في البحرين وأسباب تقديم استقالته من الجبهة وعمل مستقلا من ذلك الحين في خدمة الوطن والاهداف التي يسعى لتحقيقها.

اختتم الدكتور عبد العزيز الراشد كتابه بالقول " كنا نحلم بالجنة على الأرض وقمنا بما اعتقدنا انه سيكون صحيح وعادلاً وممكناً ، ومع الوقت وبفضل زمان تعديلات البرامج ، ركنت الانفس وهدأت الأرواح واصبحنا واقعيين ومتصالحين مع النفس والعالم ، صرنا نعرف ان تحقيق الجنة ممكن على الأرض ، لكن الجنة تختلف عن الجنات التي كنا نتخيلها .. ان الاقتراب من الواقع مفيد وضروري وان كان مؤلماً "

تقول كاتبة السيرة ، الدكتور غنية عليوي ، ان الدكتور عبد العزيز الراشد اكد اكثر من مرة بانه الوحيد الذي حارب مع الثوار داخل الاراضي المحررة ، بالمقابل  "كثيرون يزعمون أنّهم قاتلوا داخل ظفار، والحقيقة لا بحريني دخل وقاتل في ظفار- كوني خريج مدفعيّة من الكليّة العسكريّة"  ، والجميع ذهب لتقديم مساهمته في التّعليم أو لأمور أخرى في مدينة حوف أو الغيضة وهذه مدن يمنيّة حدوديّة مع ظفار، " .

الكتاب يحتوي على ثلاثة وعشرين جزءًا تشمل سيرة الراشد بدءا من الطفولة حتى النضوج والنضال والغربة والعودة للوطن ، وتضيف ، إنّنا في هذا الكتاب أمام قضايا إنسانيّة أساسيّة لا يجب أن تكون محلّ خلاف لمن يدّعي الإنسانيّة. ، فإذا لم تكن هذه الأمور الإنسانيّة متوافرة في أي حركة تجديديّة كانت، أو في أي تجمع، أو في أي تنظيم أو في أي تطوّر وتقدّم مطلوب؛ فأي مصداقيّة نطالب بها؟ ومن الصّعب أن نتكلّم عن مصداقيّة في حالة الاختلاف على هذه الأمور الأساسيّة المتعلّقة بحقوق الإنسان؛ لذلك توجد أزمة في المصداقيّة لدى الكثيرين من الجماعات التي تصف نفسها بأنّها إسلاميّة أو قوميّة أو علمانيّة أو وطنيّة.

وقدم للكتاب البرلماني الأسبق علي ربيعة وقال كثيرة هي الكتب التي صدرت عن ثورة ظفار وكانت حافلة بالوقائع والأحداث؛ لكن ما يؤخذ على معظمها أنّها وضعت صورة غير حقيقيّة عمّا كان يدور في الساحة الظفاريّة، حيث تناولت الإيجابيّات ودون ذكر السّلبيّات، وخاصة فيما يتعلّق بالطّريقة التي كانت تدار فيها المعارك. وبحسب الدكتور عبدالعزيز راشد؛ فإنّ معظم هذه الكتب يجافي الحقيقة ولم تكن خالية من التّضخيم والتّهويل.

هذا الكتاب هو قراءة الثّورة من منظور مختلف، إنّه الرّجوع الى الصورة الحقيقيّة التي عاشتها الثّورة، . وأماط الّلثام عن الكثير من الحقائق المخفيّة التي تم التّستّر عليها وخاصّة فيما يتعلّق بالسّلبيات والأخطاء الجسيمة التي كانت من ضمن الأسباب الرئيسيّة في فشل الثّورة.

استعرض الكتاب المحطات النّضاليّة التي توقّف عندها الدكتور عبدالعزيز في هذا الكتاب؛ بدءً من انتمائه لحركة القوميين العرب أثناء انتفاضة مارس 1965، ومرورًا بالجبهة الشعبيّة والحركة الثّورية الشّعبية في عمان والخليج العربي، والجبهة الشعبيّة لتحرير عمان والخليج العربي وانتهاءً بانتمائه لجبهة التّحرير الوطني البحرانيّة ، ساهمت جميعًا في تعميق الوعي القومي والأممي والإنساني للدكتور عبدالعزيز.الكتاب من اصدار دار سؤال للنشر والتوزيع في بيروت .

    وتختم الدكتورة غنية عليوي خلاقة الكتاب ، بانه يحكي قصة إنسان، عشق الحق والحريّة وآمن بها حتى النّخاع،وخاض تجربة فريدة وأنّه استخلص نتائج واستنتاجات ولكن بعد فوات الأوان بالنّسبة له؛ علّها لا تكون بالنّسبة للآخرين.

المؤلفة الدكتور غنية عليوي