بقلم : د. جاسم حاجي
عندما يتعلق الأمر بتحسين تجربة العملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، تبرز أربعة تطورات مهمة: روبوتات الدردشة، المحتوى التنبؤي والمستهدف، صناعة المحتوى، وتقنية التعرف على الصور.
ويمكن أن تساعد كل منها في تحسين خدمة العملاء والدعم، فضلاً عن تقديم محتوى أكثر استهدافًا وملاءمة، إليك ما تحتاج لمعرفته حول هذه التقنيات وكيف يمكنها إفادة حدّك الأدنى.
يمكن لروبوتات الدردشة إجراء محادثات سمعية أو نصية، وهذه الأخيرة تظهر كنوافذ دردشة على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بك، ومن الواضح أن روبوتات الدردشة لن تخرج إلى العالم من أجل تسويق عملك، إنها لا تشبه نوع القناة التسويقية التي استخدمتها في الماضي مثل الإعلانات أو رسائل البريد الإلكتروني، لكن روبوتات الدردشة هي أدوات تسويقية فعالة خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي، لأنها يمكن أن توفر خدمة العملاء التي تساعد كلاً من عميلك وعلامتك التجارية، وجمع البيانات عن العملاء التي تساعدك على توجيه رسائلك، وتسليم تلك الرسائل المستهدفة نيابة عنك.
بالإضافة إلى الإجابة عن الأسئلة عبر روبوتات الدردشة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لجمع المزيد من البيانات حول العملاء والعملاء المحتملين، ثم يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام هذه البيانات من أجل التنبؤ بالسلوك المستقبلي بالإضافة إلى تطوير رسائل أكثر استهدافًا. قد يتم تسليم هذا المحتوى بواسطة روبوتات الدردشة كما هو موضح أعلاه، عبر محتوى ديناميكي على صفحة ويب، أو عبر البريد الإلكتروني.
وهناك حاجة إلى كميات هائلة من المحتوى، منذ بداية تسويق المحتوى، أدرج المسوقون صناعة المحتوى كأحد أكبر التحديات التي يواجهونها، ويستغرق إنشاء محتوى عالي الجودة وقتًا، ويتطلب التسويق الفعال الكثير منه، ويمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة، من خلال إنشاء بعض من هذا المحتوى لك. ويمكن أن يكون المحتوى عبارة عن مقالات تتكون من مئات الكلمات ويمكن قراءتها كما لو أن إنسانًا هو الذي قام بكتابتها. أخيرًا، برنامج التعرف على الصور كأداة للذكاء الاصطناعي يمكن للشركات استخدامها من أجل تحسين تجربة العملاء.
أمثلة حول الذكاء الاصطناعي في التسويق
توظيف الذكاء الاصطناعي وتكليفه بمسؤوليات كبيرة صار توجه أكبر الشركات العالمية. في الواقع، هناك شركات بالفعل لديها فترة من الزمن وهي تعتمد عليه، وفيما يلي سنذكر لكم البعض منها:
1- أمازون
يعتمد أمازون على الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك العميل ليضاعف من مبيعاته.
Amazon تعتبر أفضل مثال حول شركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في التسويق. فبمجرد البحث عن أي منتج ستجد خوارزميات الموقع تقترح عليك منتجات محتملة يمكن أن تقتنيها مع الذي تبحث عنه، الاقتراحات تلك كانت بناء على سلوك العملاء الذين سبقوك في شراء ذلك المنتج واقتنوا معه تلك الخيارات كذلك.
هذا دون أن ننسى الترشيحات التي تعرضها كأفضل منتجات التي عليها طلب في الآونة الأخيرة مع عرض أفضل الأقسام في الصفحة الرئيسية. كل هذا كان نتيجة لدراسات معمقة وتحليل سلوك الملايين من الزيارات اعتمادا على نظامها المتطور في الـ Artificial Intelligence.
2- فيسبوك ماركت بلس
حاول البحث عن منتج معين في متجر الفيسبوك والمعروف بالـ Marketplace وفي الغد ستجد صفحتك في ذلك السوق كلها منتجات لها علاقة بما بحثت عنه في اليوم السابق. وهنا نجد المنصة تستثمر في الذكاء الاصطناعي من أجل توفير البضاعة التي تبحث عنها وتجعلك تعتاد على الشراء من متجرها من خلال عرض جملة من المنتجات ذات الصلة.
3- اعلانات منصات التواصل الاجتماعي
عملية بحث وحيدة على محرك البحث جوجل مثلا عن ساعة يد، وستجد صفحتك الرئيسية على منصات التواصل الاجتماعي – وعلى رأسها الفيسبوك والإنستغرام – تقترح عليك ماركات مختلفة من ساعات اليد الأنيقة.
وهنا نجد هذه المنصات الاعلانية تعتمد على ملفات الارتباط (Cookies) في متابعة اهتماماتك وعرضها عليك، وهي نفسها الخدمة التي توفرها للمعلنين بحيث يروجون لمنتجاتهم لأشخاص مهتمين بتلك السلعة بالتحديد. وهذه أحد أقوى استخدامات الذكاء الاصطناعي في التسويق الالكتروني.