الحجاب في المجتمع الخليجي يمثل علامة على العفاف، وصوناً للقيم الدينية، والصورة التي تظهر بها بعض المدَّوِّنات وتعبر عن استيائها من الحجاب
وخلص الباحث فاضل حيدر علوي في دراسة بحثية بعنوان " مُدَوِّنات الموضة )الفاشينستا( والتغير الثقافيّ لمنظومة القيم لدى فتيات دول مجلس التعاون في ضوء ثقافة العولمة ، بالنسبة الى البعد الاقتصادي ، ان النتائج أكدت وجود علاقة موجبة في استعداد الفتيات المتابعات لشراء ملابس مُدَوِّنات الموضة على حساب ضعف القدرة المالية ،كما بينت المتوسطات أن المتابعات يلتزمن بمتابعة المحلاتالتجارية التي تتبضعن منها المدَّوِّنات أو التي تقوم بالترويج لها، تليها الاهتمام بمتابعة المحلات غير المعروفة والتي توفر ملابس مشابه لملابس المدَّوِّنات.
- دلت النتائج على وجود علاقة موجبة بين الترويج والثناء على المحلات التجارية التي تتسوق فيها المدَّوِّنات، وبين الرغبة في التسوق للمتابعات رغم عدم وجود حاجة للتسوق وشراء المستلزمات والملابس، وهذا ما يُشير إلى التشجيع على الشراء دون الحاجة والفائدة، وهذا ما أشار إليه يوردان) ( بأن الثقافة كانت منتجاً اجتماعياً مبنيًّا على القيم والعادات المجتمعية، واليوم أمست مثل السلعة المادية تُتداول في الأسواق ،ويسودها المال، مما يُسهم في تغيير ثقافة التوفير والاقتصاد المعيشي للفتيات المتابعات على حساب الادخار ونشْر ثقافة البذخ والإسراف في الكماليات.
- توجد علاقة ارتباطية موجبة بين التوجه نحو إجراء عمليات التجميل للأنف والوجه بشكل عام، وبين ضعف القدرة المالية للمتابعات، وهذا يُشير إلى حالة من السيطرة الفكرية من قبل المدَّوِّنات نحو المتابعات لهن، وهذا ما جعل من أصحاب المحلات التجارية وشركات التسويق تلجأ للمُدَوِّنات عند التسويق لأي منتج يُطرح في السوق بغض النظر عن أهميته أو فائدتة أو ضرره على المستهلك، على اعتبار أن المدَّوِّنات لديهن الجاذبية وسرعة الإقناع في أهمية وجودة المنتج الذي يسوقن له.
- أشارت المتوسطات إلى أن الفتيات المتابعات ينظرن بصورة إيجابية للثراء الذي تُحققه المدَّوِّنات نظير الإعلانات التي يقمن بالترويج لها بمتوسط حسابي) (، وهذا ما حدا بكثير من الفتيات المتابعات بتقليد المدَّوِّنات وفتْح صفحات على مواقع التواصل الاجتماعيّ بأسماء مختلفة ونشْر اليوميات داخل الأسرة وخارجها، وهو ما يأخذنا إلى وضعية التنميط الاجتماعيّ واتساع رقعة الانفتاح حتى على المستوى الأسري الخاص داخل الأسرة.
- أشارت النتائج إلى أن ما تقوم به المدَّوِّنات من إعلانات دعائية يهدف إلى الربح المادي على حساب الحاجة أو الضمانة الصحية إن كانت الدعاية تتعلق بالأغذية، أو الأدوية، أو المستحضرات التجميلية، أو الصحية، مما يُشير إلى خطورة الدور الإعلامي الذي تقوم به المدَّوِّنات وتأثيرهن على المتابعات بوعي أو دون وعي، وما يُسبب ذلك من أضرار صحية قد تؤدي إلى حدوث عاهات مستديمة وتزيد من خطر الإصابة بالأمراض المختلفة.
- بينت المتوسطات أن مُدَوِّنات الموضة لا يضعن في الاعتبار مسألة اللبس المحتشم عند الترويج لبضائع المحلات التجارية ،وهو ما يؤكد المصلحة المادية نظير المادة المقدمة والتي تشجععلى تغير ثقافة اللبس والقيم الاجتماعيّة على حساب كسبالأموال.
وبالنسبة الى النتائج المتعلقة بالبعد السلوكي والأخلاقي على النحو الآتي:
- وجود علاقة تأثير متبادل ذات دلالة إحصائية بين مُدَوِّنات الموضة والفتيات المتابعات لهن، فيما يتعلق بتجارب الصداقات المختلفة مع الرجال، على الرغم من تحفُّظ المجتمع على تلك السلوكيات، وهو ما يجعل الفتيات يتقمصن القيم المجتمعية على أنها جبرٌ وليست اختياراً، وهذا ما يؤثر على تغيير النظام الثقافيّ القائم على القيم المجتمعية للأسر الخليجية، ويُشيع بناء تلك الصداقات بين جنس الإناث والرجال على اعتبارها حرية شخصية، وتقع تحت طائل التقدم والتطور المجتمعي .
- وجود علاقة ارتباطية موجبة بين حرية المدَّوِّنات والفتيات المتابعات لهن في إبراز الصورة الجسدية لمعالم الجسم والقوام على حساب القيم والمبادئ المجتمعية، واستجابةً لهذه الحاجة أصبح الجسد موضوع إنجاز بامتياز لكل مُدَوِّنات الموضة ،بوصْفه موضع القوة والإثارة، وهذا ما يُفسر الدعم الكامل لإبراز الجاذبية الجسدية وإثارة الغرائز الجنسية بين الشباب ،كما أنه يحدد ملامح الهوية الثقافيّة في التربية والبناء الاجتماعيّ. وفي المقابل، لا توجد علاقة موجبة بين الملبس الراقي وسلوكيات المدَُوِّنات في إظهار الخصال الثقافيّة والأخلاقية الموجهه لأفراد المجتمع، فالخصال الثقافيّة والأخلاقية التي تميز المجتمع الخليجي لا تتوافق مع سلوك المدَُوِّنات، فهن يستخدمن أجسادهن لعرض صور مختلفة للملابس بهدف الحصول على عوائد مادية. وقد وجاءت نتائج دراسة فؤاد ) ( متوافقة مع الدراسة الحالية حيث إن المرأة تميل إلى الملبس الذي يكشف مساحات كبيرة من جسدها في المناسبات والاحتفالات، ويعزى السبب في ذلك إلى تأثير الاحتكاك الثقافيّ الناجم عن الدراسة في الجامعات الأوربية، حيث عُدن محملاتٍ بسمات ثقافيّة مغايرة لنظرة الاحتشام عند اختيار اللبس وإظهار مفاتن الجسد.
- بينت النتائج وجود علاقة ارتباط ذات دلالة معنوية موجبة بين النمط السلوكي والأخلاقي للمُدَوِّنات، وبين المتابعات من الفتيات، حيث أبدت الفتيات المتابعات السلوكيات التي تُقدمها مُدَوِّنات الموضة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، واعتبرتها بأنها تمثل الواقع المجتمعي، وهو ما يُشير إلى التغيير نحو التبعية، القدوة، التقليد وتقبل السلوكيات التي تظهرها المدَّوِّنات بين فترة وأخرى، حتى لو كانت غير متوافقة مع مفهوم القيم والنظام الثقافيّ في المجتمع الخليجي.
- أفضت النتائج إلى وجود علاقة موجبة بين مسألة ارتداء الحجاب كفرض واجب يحمل قيم الانتماء والفخر به كقيمة دينية واجبة، وبين القناعة به كسلوك أخلاقي مجتمعي ،فالحجاب في المجتمع الخليجي يمثل علامة على العفاف، وصوناً للقيم الدينية، والصورة التي تظهر بها بعض المدَّوِّنات وتعبر عن استيائها من الحجاب، وتعكس هذه العلاقة التي تظهر بها المدَّوِّنات أن الصورة بالحجاب لا تمثل حقيقتهن، ولا تعبر عن قناعتهن الحقيقية، فقد وضعن أنفسهن مكان التجربة والتقليد بمسمى التطور والانفتاح، وأثَّرن على المتابعات بوضع صورهن بحجاب أو بدون حجاب في وسائل التواصل الاجتماعيّ، وهو ما يُسبب حالة من عدم استقرار الأسرة بين معارض ومؤيد لفكرة نزع الحجاب أو ارتدائه.
- دلت النتائج على أن مُدَوِّنات الموضة أسهمن في انتشار عمليات التجميل بكثرة، وأن ما تقوم به المدَّوِّنات من نقْشات وعمل أوشمه على الجسم وما يُتخذ من وسائل التجميل على اعتبار أنه مكملٌ للجمال، ليس إلا دليل على الانتماء للجماعات الأجنبية ،وهناك علاقة بين المظهر والمجتمع الذي تعيش فيه المدَّوِّنات ،وتبرز لديهن دوافع عالمية وراء جميع أشكال السلوك المرتبطة بالتجميل وعمل الوشم على الجسم، وتُعتبر دلالة على انتماء الفرد إلى جماعة معينة تجذب الانتباه بتلك السلوكيات.
- حققت مُدَوِّنات الموضة ولا زالت تُحقق أعلى نسب متابعة في مواقع التواصل الاجتماعيّ وبرامجها، وهو الأمر الذي يجعلالمدَّوِّنات يتحكمن في توجيه سلوكيات الفتيات وجعْلهن يكتسبن كل سلوك يظهر من المدَّوِّنات بوصْفهن القدوة الحسنة.