بقلم : د. جاسم حاجي
من المعروف إن مملكة البحرين تعد واحدة من الدول المتصدرة فيما يتعلق بأعداد خريجي علوم الكومبيوتر وتقنية المعلومات في منطقة الشرق الأوسط، إذ إنه في كل عام يتم تخريج المئات من الشباب والشابات البحرينيين من مختلف الجامعات في المملكة وخارجها ومن خريجي المعاهد المتخصصة في مجال الكومبيوتر. والملاحظ أن معدلات ذكاء لهؤلاء الشباب مرتفعة جدا. نتيجة لذلك أصبح مجال تقنية المعلومات من المجالات التي احتلت فيها الكفاءات البحرينية معدلات عالية في القطاعين الحكومي والخاص. وحيث أن سوق العمل وصل لمرحلة التشبع الذاتي في الكفاءات المحلية في القطاعين، أصبح من الأهمية بمكان استقطاب شركات تقنية المعلومات والاتصالات العالمية إلى مملكة البحرين وخصوصاً الشركات الأمريكية و العالمية
.ايضا من الجدير بالذكر أن البحرين اول دولة في الشرق الاوسط والدول العربية تبتكر فكرة المعارض في مجال التقنيات والتكنولوجيا وذلك في في السبعينات من القرن الماضي ، حيث أنها كانت مبادرة المغفور له امير البلاد الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله حيث تم تدشين اول معرض للحاسب الآلي و الكومبيوتر في عام 1977 وذلك قبل معرض جيتكس الذي بدأ 1986، وشارك في المعرض عدة شركات محلية وعالمية مثل شركة صخر وwang، وبقي المعرض يقام لعدة سنوات في منطقة الحورة فيما يعرف الان بشارع المعارض وذلك نسبة لاول معرض التي اقامت فيه.
وعلاوة على ذلك تتوفر في ممكلة البحرين بنية تحتية قوية، والعديد من المنشئات، ووسائل النقل الجوية، ووسائل الاتصال، عدا عن طيبة وكرم الشعب البحريني الذي يتحدث لغات عديدة بالإضافة إلى عدد من المميزات الأخرى التي تجعل من الممكلة مركزاً لجذب تلك الشركات لتكون المنامة مقراً لتلك الشركات التي تنطلق منها نشاطاتها التجارية في منطقة الشرق الأوسط. وعلى الرغم من النشاط المحدود لتلك الشركات في المملكة وتوظيفها لعدد قليل من البحرينيين، إلا أن هناك طموح في توفير المئات وربما الآلاف من الفرص للشباب البحريني ليطلقوا ابداعاتهم من خلال تلك الشركات في السنوات القادمة.
ويمكن أن يسهم تشييد واحة العلوم والتكنولوجيا في مملكة البحرين في اجتذاب الكثير من الشركات الأخرى التي لا تعمل في مجال تقنية المعلومات لتنشئ وادي السيليكون في البحرين كما حدث في استونيا و اوروغواي والهند وغيرها من الدول النامية، وهو ما يمكن أن يساهم في توفير المئات من فرص العمل لواحدة من أفضل القوى العاملة في منطقة الخليج والشرق الأوسط من دون شك.
وستكون الواحة مميزة من قبل المختبرات المتقدمة التي توفر جميع وسائل الاتصالات والتنمية للشركات والطلبة، وكذلك المرافق الحكومية للاستثمار في مجال العلوم والتقنيات الحديثة المتعلقة بتكنولوجيا التقنية، الطاقة المتجددة، والبيئة، وأكثر من ذلك. ومن المتوقع ان تساعد واحة للعلوم والتقنية البحرين علي تحقيق مستوى من الاكتفاء الذاتي من حيث التصنيع والتدريب في قطاعات التكنولوجيا الحيوية، وسوف توفر مختبرات متطورة قادرة على إنتاج ودعم الاختراعات.
وسوف تساعد الواحة في وضع البحرين على الخريطة الاقليمية والعالمية لحدائق التكنولوجيا من خلال توفير إطار لعمليات العديد من شركات التكنولوجيا، وتشجيع الشركات العالمية على إنشاء قاعدة للعمليات والتواجد الإقليمي في المملكة. ومن أجل مواكبة أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا يجب على البحرين البناء و التطوير على العمل الذي تم الانتهاء بالفعل. لذا فإن علينا أن نبدأ في التخطيط والعمل على واحة العلوم والتكنولوجيا وللمساهمة في دعم وتنفيذ في رؤية البحرين الاقتصادية 2030 والتي ستمكن المملكة من أن يكون لها دور كبير في بناء اقتصاد قوي في المنطقة.