بقلم : د. جاسم حاجي
عندما يكمل Gmail الجمل أو يقدم Netflix توصيات لمشاهدة الأفلام، هل تتساءل من أين جاء كل شيء؟ هل تعرف كيف تطير الطائرات أو تقود المركبات ذاتية القيادة على الطيار الآلي؟ ما هي الخوارزميات المستخدمة لتحقيق ذلك؟ من جعل هذه ممكنة؟ من أين أتت كلمة "خوارزمية"؟ هل سمعت عن الشيخ محمد بن موسى الخوارزمي؟
تأتي كلمة خوارزمية من محمد موسى الخوارزمي، وهو اسم عالم رياضيات وعالم مسلم عربي طور مفهوم الخوارزميات. تم تعيين محمد رئيسا لبيت الحكمة (دار الحكمة) في بغداد في عام 820 م. وينسب إليه أيضا اختراع الجبر (حساب الجبر). كانت دار الحكمة، المعروفة أيضا باسم مكتبة بغداد الكبرى، أكاديمية عامة رئيسية ومركزا فكريا في بغداد خلال الحكم العباسي.
أسس الخليفة هارون الرشيد بيت الحكمة في أواخر القرن الثامن الذي تحول فيما بعد إلى أكاديمية عامة في عهد المأمون. تم تدميره من قبل المغول في حصار بغداد في عام 1258، تاركا القليل جدا من الأدلة الأثرية.
خوارزميات الذكاء الاصطناعي:
الخوارزمية هي إجراء خطوة بخطوة تم تطويره لإنجاز مهام محددة. في الذكاء الاصطناعي (AI)، تساعد الخوارزميات في إنجاز المهام التي كانت تتطلب حكما بشريا - مثل تحليق الطائرات وقيادة المركبات وتأليف رسائل البريد الإلكتروني وتقديم توصيات للكتب والأفلام. تساعد أجهزة الكمبيوتر عالية الطاقة في تنفيذ هذه الخوارزميات بسرعات عالية.
لطالما استخدمت منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وجوجل خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تعتمد على بيانات ملف تعريف المستخدم لمساعدة المعلنين على استهداف العملاء المحتملين. الآن وتحت الضغط الكبير من الحكومات والمجتمع المدني، تحاول الشركات التي تشغل منصات وسائل التواصل الاجتماعي استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي للرقابة على التعليقات السلبية
حيث تم تصميم هذه الخوارزميات لتكون تعلما ذاتيا. يتم تدريبهم من خلال تغذية الكثير من البيانات والأمثلة التي يختارها البشر للمساعدة في قدرتهم على إصدار الأحكام. يتحسن معدل نجاح هذه الخوارزميات مع المزيد من البيانات بمرور الوقت.
يمكن استخدام الخوارزميات أيضا لمهام لا تعد ولا تحصى ويمكن ان تحل محل البشر في العديد منها. يتكون التعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي بشكل أساسي من الخوارزميات والبيانات. باستخدام معالجة اللغة الطبيعية، فإنهم يقرأون الآن الملايين من السير الذاتية ويمكنهم اتخاذ قرارات غير متحيزة وعقلانية بشأن المرشحين الذين يجب توظيفهم.
