بقلم : د. نبيل تمام
التصريحات من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تبين أن القصف الهمجي الانتقامي العشوائي قد تسبب بمقتل عشرات من الطواقم الطبية من الأطباء والتمريض والمسعفين والخدمات المساندة الصحية، وتم إستهداف سبعة وعشرين سيارة إسعاف منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر، هذا إلى جانب الاستهداف المباشر إلى سبعة مستشفيات ومراكز صحية بهدف التدمير وإخراجها من الخدمة الصحية للمدنيين الجرحى، كما حدث مع مستشفى بيت حانون ومستشفى الدرة والمستشفى الميداني الأردني، كل هذا يحدث مع سبق الإصرار المتعمد الانتقامي.
التصريحات من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة وبالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر تفيد برفض سلطات الاحتلال بنقل الجرحى بسبب القصف في حالات حرجة وخطيرة إلى خارج القطاع لتلقي العلاجات المناسبة والمطلوبة.
التصريحات والبيانات من منظمة أطباء بلا حدود تفيد بأن الوضع الصحي الكارثي نتيجة الهجمات المتعمدة والانتقامية من قبل الكيان الصهيونى بعدم إدخال الأدوية والمعدات الطبية للمستشفيات، حيث يعيش ثلاثمائة عامل من منظمة أطباء بلا حدود في غزة، والمنظمة تشدد على حماية المرافق والطواقم الصحية "فالمستشفيات وسيارات الاسعاف ليست هدفًا".
اليوم، وغزة تعيش اليوم العاشر من الحرب الهمجية الصهيونية الانتقامية وردت بلاغات من الاحتلال الغاشم إلى مدراء مستشفيات تقع في شمال قطاع غزة منها مستشفى العودة في جباليا، ومستشفى الخدمة العامة في غزة، ومستشفى كمال عدوان، ومستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، والمستشفى الكويتي، والمستشفى الأندونيسي، تأمرهم بإخلاء المسشفيات وذلك تمهيدًا لقصفها، وكان قرار الطواقم الطبية في المستشفيات المذكورة قبل توجيهات المسؤلين في وزارة الصحة الفلسطينية بأنهم لن يتخلوا عن تقديم الخدمات الانسانية الصحية لجرحى القصف وسيستمرون في تقديم تلك الخدمات الطبية لهم، رغم اكتظاظ الجرحى "قرابة العشرة آلاف" نتيجة إمتلاء الطاقة الاستيعابية لها.
الأمثلة عديدة وهذا جزء يسير لانتهاكات مبدأ الحياد الطبي المتكرر من قبل العدوان الوحشي الصهيوني على الشعب الفلسطيني.
من هنا نطلق هذا النداء الدولي للرأي العام وللمؤسسات الدولية ومنظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والمؤسسات الطبية الدولية ومؤسسات حقوق الانسان الدولية للوقوف أولًا بجانب مستشفيات غزة لمساندتهم ومساعدتهم في القيام بواجباتهم الانسانية، وضرورة وحتمية منع قوات الاحتلال الصهيوني عن تنفيذ جريمتهم اللا أخلاقية واللا إنسانية ضد الشعب الفلسطيني المحاصر وضد المرضى وضد الجرحى الذي فاق العشرة آلاف جريح والمؤسسات الصحية التي تخدمهم، إنطلاقًا من مبدأ "الحياد الطبي".
