إن مصطلح تشا نو يو بالياباني يعني "ماء ساخن للشاي"وهي أحد طقوس اعداد الشاي وتناوله في اليابان، حيث كان بدايةً يعد أحد مظاهر الرفاهية "حفل الشاي" ليكون علاقة روحانية بين المُضيف والضيوف الذين حضروا لتناول الشاي، ولاحقًا تم تطويره ليكون تعبيرًا عن الانسجام والاحترام في جو من السكينة والهدوء.
تشا نو يو كانت محور فعالية "حفل الشاي" في زري يوغا ستوديو والتي أبدعت فيها المدربة المتألقة مريم العريبي في أول ظهور لها في المكان مع حضور متميز.
تميزت الفعالية في قاعة زري يوغا بجو جميل وضوء خافت مريح للعين وموسيقى هادئة تتخلل بين الفينة والاخرى، وكان الحضور جلوسًا على احد المساند المريحة قبالة طاولة جميلة صغيرة عليها كوب صغير وجميل لصب الشاي فيه حسب الطقوس اليابانية، وبعض الحلويات والقصاصات المحملة بعبارات قصيرة ايجابية جميلة.
هدف الفعالية كان لتحفيز الوعي بالاهتمام والعيش في اللحظة الراهنة "هذه اللحظة لن تعود"، وتفعيل استخدام الحواس الخمس بوعي في أبسط أمور حياتنا اليومية، بدءًا بكوب الشاي .. رافقت الجلسة مساحات من التأمل والاسترخاء، حيث كانت الزيوت الجميلة والمتنوعة لتحفيز وعي حاسة الشم المرتبطة بالذاكرة، مع تمارين التنفس العميق المختلفة لزيادة معدل دخول الاكسجين الى الدم والاعضاء والعضلات، والاستمتاع برائحة المكان ورائحة الشاي، أما حاسة التذوق التي تعلمنا من خلالها أنها أكبر بكثير من مجرد الاستمتاع بطعم ومذاق الأطعمة والشراب، بل تتعداها لتشمل تدريبنا على تذوق الكلمات والأشياء والأشخاص.
تم تحفيز حاسة البصر عبر تدريبها على رؤية الجمال الظاهر في أطقم الشاي وتفاصيل الضيافة والمكان وإضائته الهادئة والاستمتاع بمنظر انسكاب الشاي، وتم تحفيز حاسة السمع عبر الاستماع لبعضنا ولصوت الشاي، والموسيقى الهادئة وصوت المدربة مريم بقراءة بعض الكلمات الجميلة المريحة أثناء التأمل الموجه، وجاء تحفيز حاسة اللمس بتعليمنا طريقة الاحتضان الذاتي وتطبيقه باسلوب احتضان الفراشة وتكراره الذي اثار زيادة الشعور بالمودة والثقة الذاتية نتيجة زيادة هرمون الإكسوتوسين.
نعم تعلمت شيئًا جديدًا، وتنامى لوعيي الذاتي إضافة نوعية بالبدء لممارسة تشا نو يو في البيت ولو لمرة واحدة في الاسبوع لمدة تتراوح بين ١٥ الى ٢٠ دقيقة، كنوع من التأمل لخلق الطمأنينة والسكينة والسلام الداخلي، وما هذا المقال إلا الانطلاق للتدوين لجميع ملاحظاتي لذاتي والوعي بها.