بقلم : د. نبيل تمام
إيكيغاي IKIGAI مصطلح ياباني يعني سبب للوجود والحياة أو وجود معنى يستحق الحياة، وعادة يقصد به وجود الوعي بالمعنى الحقيقي لحياتنا أو الوعي بالأهداف التي لها قيمة في حياتنا التي نعيش ونحيا من أجلها.
إيكيغاي كلمة مركبة من كلمتين هما، الكلمة "إيكي" وتعني الحياة، والكلمة "غاي" وتحمل عدة معاني منها تأثير، نتيجة، استحقاق، فائدة أو معنى.
كل فرد منا له إيكيغاي الخاص به والخاص بحياته الشخصية، وهي القيم والمبادئ التي تعكس شخصيته الداخلية وهذا ينعكس على تعاملاته الخارجية مع نفسه ومع الآخرين في المجتمع، في أغلب الظروف التي قد تكون عادية روتينية في السراء أو قد تكون قاسية وقت المحن في الضراء.
عند توافر الوعي والادراك الى إيكيغاي الخاص بنا وعند تطبيقها ستشعرنا بالعفوية والرضا والقبول والقناعة بأنفسنا وحياتنا التي نحياها.
وعادة يتم رسمها على أربعة محاور، الأول هو ماذا نحب أن نفعل في حياتنا، والثاني بماذا نتميز في ذاتنا وشخصيتنا على الصعيد النفسي والمجتمع، والثالث ماذا نفعل ونقدم لأنفسنا وللمجتمع، والرابع هو المردود سواء كان مادي أو معنوي لأنفسنا جراء ذلك، وتترابط تلك المحاور بعضها ببعض، وقد تتداخل وتتوافر إما كلها أو بعضها.
فعند توافر المحورين الأول والثاني يقع الفعل في خانة الشغف، وعند توافر المحورين الأول والثالث يقع الفعل في خانة المهمة، وعند توافر المحورين الثاني والرابع يقع الفعل في خانة الاحتراف، و اخيرا عند توافر المحورين الثالث والرابع يقع الفعل في خانة المهنة.
إيكيغاي يكون في قمته عند تداخل وتوافر وانسجام الأربعة محاور لدى الفرد، الأمر الذي يؤدي لوجود الشغف في مهامنا التي نفعلها والاحترافية في مهنتنا التي نؤديها بكل شغف وحب وروح والذي يرجع في محصلته بمردود مادي ومعنوي ينعكس إيجابًا على جميع مناحي حياتنا اليومية على جميع الأصعدة، الأمر الذي يجعل الفرد يصحى باكرًا بروح إيجابية نشطة ليؤدي دوره في عمله وخدمة نفسه وعائلته ومجتمعه.
أثبتت بعض الدراسات ان توافر إيكي غاي بوعي وإدراك لدى الفرد منا يؤدي إلى تقليل نسبة التوتر والقلق والتمتع بصحة نفسية وجسدية ورضا وقبول وينعكس إيجابًا على نوعية الحياة.