DELMON POST LOGO

زلنسكي ليس بن لادن .. كييف ليست قندهار .. وصاروخ يوم القيامة تصل لأي بقعة على الأرض

بقلم : محمد الانصاري

تحاول الولايات المتحدة الامريكية جر روسيا لحرب طويلة كما فعلت مع الإتحاد السوفيتي في ثمانينيات القرن الماضي ، غيرت امريكا بعض التفاصيل الشكلية للخطة ، لكنها أبقت الأهداف والتكتيكات من دون تغيير ، فمثلاً اصبحت اوكرانيا ساحة الحرب بدل افغانستان ، وصارت كييف عاصمة لتجميع المحاربين بدل كابل ، وتحولت دنباس و خيرسون الى تورابورا.
تسعى امريكا وبكل خبث ومكر الى تجميع المحاربين من كل بقاع العالم لمواجهة روسيا ، كما فعلت في افغانستان عندما جلبت المجاهدين من كل مكان تحت شعارات دينية ، الفارق هذه المرة أنها حشدت الاوروبيين بدل العرب ، والمسيحيين بدل الإسلاميين ، وتحاول ان تشيطن الكرملين كما فعلت مع الإتحاد السوفيتي ، وتحلم ان تصنع من زلينسكي نسخة أوروبية من أسامة بن لادن ، فتنسج له بطولات وهمية في مواجهة الغزاة الروس ، وتتمنى ان يصبح الجنود الاوكرانيين أبطال يشبهون الاستشهاديين في قندهار و كندوز.
فات الامريكان أن بوتن الشرس مختلف تماماً عن جورباتشوف الذي أعطاهم كل شيء إعطاء الذليل ، وان زلنسكي الذي كان ممثلاً هامشياً في هوليود لن يتحول ابداً الى قائد ورمز مثل بن لادن ، و ان الإسلاميين الذين حاربوا الاتحاد السوفيتي مختلفون تماماً عن المجموعات التي تم ارسالها لكييف ، فلا يستوي الجنود الذين يهربون من الجبهة و المقاتلين المقبلين على الشهادة.
باتت روسيا تزحف ببطىء في اوكرانيا ، و زلنسكي مازال يطلق الخطب الرنانه ، و يعلن انتصاراته الوهمية ، والجنود الروس يقضمون الاراضي ويضمونها ، و خطة امريكا تنهار شيئاً فشيئاً امام الدب الروسي ، و تخرج موسكو من هذه العملية قوة أعظم مما كانت عليه قبل الحرب ، وأوروبا تتجه نحو الانهيار والتفكك ، والشعوب في أوروبا تتظاهر ضد حكوماتها كل يوم ، في الوقت الذي يتسلى فيه القيصر باللعب مع النمور.
الجولات السابقة انتهت لصالح روسيا ، والشتاء قادم واروبا سوف تدفع الثمن من اموالها و أقتصادها و استقرارها ، أوروبا  لا تستطيع ان تستغني عن روسيا في توفير الطاقة و الغذاء رغم محاولاتها إثبات عكس ذلك ، فالحرب تسببت في إنهيار مالي لأوروبا ،  " اليورو " و " والاسترليني " يفقدان قوتهما في حين لايزال " الروبل " مستقراً ويغني يا جبل ما يهزك ريح.
ختاماً
يجب أن تسرع أوروبا في وقف هذه الحرب التي تستنزفها قبل غيرها ، فالنتائج مهما تكن ليست في صالحها ، فالعقول والأموال تهاجر من أوروبا بسبب الضرائب و تكلفة المعيشة ، كما يجب أن يعترف الأوربيون أنهم وقعوا في الفخ الأمريكي ، لأنهم خسروا الغاز الروسي ، ولم تعوضهم الولايات المتحدة إلا بآلاف المهاجرين ، ومخيمات تشبه مخيمات الأشقاء الفلسطينيين التي أقيمت منذ ٧٠ سنة بدون حل ، و على رأي أخونا الفنان المصري عادل امام " الساعة بخمس جنية والحسابة بتحسب ".
في جميع الأحوال المواجهة بين المحور الامريكي والمحور الروسي الصيني قادم لا محالة ، لكن الأفضل لأوروبا أن تتجنب حشر نفسها في ساحة الحرب ، فعندما ينشب الصراع النووي لن تصبح اي بقعة في القارة العجوز بمناى عن صاروخ يوم القيامة الروسي.