بقلم : محمد الانصاري
لقد حاولوا إيهامنا بقصص وروايات اختلقوها من مخيلتهم من أجل تأجيج الخلافات بيننا ، ما هم سوى حفنة قادمة من مزبلة التاريخ ، يشتغلون في زرع الفتن ويقتاتون منها ، هدفهم الوحيد تمزيق أقوى قوة ضاربة بسطت نفوذها على الكرة الأرضية ، و ساهمت بشكل كبير في مسيرة الحضارة الإنسانية ، حتى اصبح حاكم هذه الدولة يخاطب الغيوم ويقول لها أينما تمطري يأتيني خراجك.
منذ بزوغ فجر الإسلام قبل اكثر من ١٤٠٠ عام وهم يحاربون كلمة الله في كل مكان ، ومنذ اكثر من ١٤٠٠ عام و شعلة الحق لم تنطفي ( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) ، ومنذ ذلك الوقت وأعداء هذه الأمة العظيمة تسعى إلى تفريقنا إلى جماعات متقاتله تحت حجج و عناوين شتى ، ومنذ ذلك الوقت ورجال الله صامدون مدافعون عن ثغور الحق ، حيث لم يُفرغ الله الامة من قادة ومؤمنين يعرفهم و يعرفونه ويخافونه و لايزال هؤلاء أمل الامة وحاملي لواء النصر.
لم يكن تقسيم المسلمين وإضعاف شوكتهم أمراً سهلاً لو لا مساعدة الخونة والمرجفون ، ولقد كان أكثر من اعان اعدائنا منذو قرون حتى الان هم من يحاولو أن يظهروا انفسهم بصورة حماة الدين و الامة ، انها تمثيلية يتغير أبطالها كل زمن ، يتقمصون شخصية صحابة رسول الله ( ص ) ، وهم في الواقع متربصون بنا جميعاً وبدون رحمة ، يزرعون الحقد في الدول باسم الشريعة ، ويبررون الحروب بفتاوى اصطنعت في الغرف المظلمة ، يجيزون بها قتل النساء والشيوخ والأطفال ، يقاتلون ويقتلون الجميع إلا أعداء الله وأعداء الامة .
اطلقوا على أنفسهم اسماء كثيرة عبر التاريخ ، بعض منها عكس الاخر بهدف التمويه ، كما قاموا بتأليف الكتب في مختلف الأبوآب التي يمكن ان تثير نعرات الناس ، و لعبوا في تفسير احاديث الرسول ( ص ) ، وهاجموا ال بيت الرسول وخيرة أصحابه ، و عبثوا بموروث الامة ، لقد ظهر هؤلاء منذ فجر الاسلام ، و تسببوا ثم برروا قتل عمر وعثمان وعلي والحسين رضي الله عنهم ، واسقطوا الدولة الأموية و العباسية و العثمانية و سلموا الأندلس و بيت المقدس.
قام هؤلاء بتقديم الحجج من أجل تبرير الحروب التي أشعلوها في سوريا والعراق واليمن والصومال وليبيا وأفغانستان ، وقبل ذلك قاموا بتفسير القرآن والسنة النبوية وفي كل مرة استنبطوا بطريقتهم موجبات إسقاط دول الخلافة الإسلامية عبر التاريخ ، كما انهم هم من تسبب في اشعال الحروب الطائفيّة الحاضرة والسابقة ، وكانوا وراء غزو الكويت و الدمار في العراق و الأرهاب في الصومال ومالي ، لقد تنوعت اشكالهم ولغاتهم لكن جذورهم و منطلقاتهم واحدة وهدفهم الوحيد إضعاف الامة التي اخرجتهم من المدينة صاغرين.