بقلم : محمد الانصاري
رغم مرور حوالي ٦ شهور من الحريق الذي أتى على ٨٠ محل في سوق المنامة التاريخي، إلا انه وحتى الآن لم يقم معظم الملاك بإعادة إعمار وتجديد محلاتهم وإعادتها كما كانت ، كما إن بعضها إما أصبحت قطعة أرض خاوية أو صار مبنى خرب و خالي يظهر عليه آثار الاضرار والخراب.
ليس من شأننا كمواطنين أو تجار ان نبحث في تفاصيل و أسباب بقاء السوق الأهم في البحرين بهذا الشكل المشوه و المعطوب ، فالدخول في التفاصيل متاهة لا تؤدي إلى نتيجة ، كل ما يهمنا هو المسئولية المشتركة بين مختلف وزارات الدولة ذات الصلة و غرفة تجارة وصناعة البحرين و ملاك تلك العقارات في التوصل لسبيل إعادة الوضع بشكل لائق بل وأفضل مما كان وبأسرع وقت، حفاظاً على المكانة التاريخية لسوق المنامة الذي يتجاوز عمره ٣٠٠ سنة .
في السابق وحتى سنوات قليلة مضت كان لهيئة الثقافة دور كبير في إحياء جوانب مهمة من سوق المنامة القديم، لكن هذه الجهود تعثرت بل توقفت في تقديري بسبب رفض غرفة تجارة وصناعة البحرين المساهمة في تكاليف تطوير هذا الصرح التاريخي المهم لأسباب غير مقنعة ولا واقعية رغم وجود المال والموارد المطلوبة ، ولم أجد تفسيراً لهذا الموقف الغريب منّ الأشخآص الذين إتخذوا هذا القرار الأناني وغير المسؤول.
اننا نخسر مرحلة مهمة من تاريخ البحرين العريق، كما نخسر معلماً من أهم معالم جذب السياح للبلد ، و إذا كانت عملية ترميم المحلات المتضررة من الحريق واعادة بناء و تحديث سوق المنامة يواجه تحدي في الميزانية فلنفتح باب المساهمة في هذا المشروع الوطني للشركات و المواطنين والمقيمين ولنبدأ فوراً في هذا المجهود الذي من الممكن أن يكون سبباً في إعادة الحياة لأجمل سوق شاهدته عيني ، وبمستوى يتناسب مع مكانة الموقع التاريخي والحضاري وبشكل يتمناه كل مخلص ومحب للبلد.
ختاماً :-
١- هناك مثل تاريخي بحريني يقول " صبري يا حريقة سار " وسار منطقة قديمة في البحرين حدث فيها حريق وكان عين الماء بعيداً جداً عنها ولما وصلها كان الوقت قد فات ، وهذا المثل يعادل المثل المصري " بعد خراب مالطة " لذلك اتمنى أن لا يصل بنا يوماً فنقول " صبري يا حريقة سوق المنامة ".
٢- المسئولية ليست فقط ملقاة على عاتق الحكومة ولو ان عليها النصيب الأكبر، ، بيد ان غرفة التجارة والتجار و عموم المواطنين مطلوب منهم تفاعل أكبر ومساهمة حقيقية في إعادة بناء ما احترق من السوق القديم وتطوير كل السوق بشكل شامل.
.png)
