بقلم : محمد الانصاري
قرار وقف الأعراس الجماعية مسائلة أخذت بُعداً كبيراً في الأوساط المحلية، حيث تم التداول فيها بين النواب و الإعلاميين والنشطاء و عموم الناس، لكن حتى اليوم لم تعلن اية جهةِ رسمية سبب اتخاذ هذا القرار وموجباتها وفوائدها ، وقد صارت مثل أمور كثيرة لا يعلم أحد لماذا حدثت و من وراءها و ما هي جدواها للناس و المجتمع.
حل المجالس النوعية التي كانت تتبع وزارة العمل مثال آخر على القرارات غير المفهومة ، حيث اننا حتى اليوم لم نعرف لماذا تم إلغاء تلك المجالس رغم الإجماع على فوائدها الكبيرة في خدمة جميع القطاعات الصناعية والتجارية، ومنذ اتخاذ القرار حتى اليوم غاب ذلك المستوى العالي من التنسيق المباشر والرسمي بين التجار و الحكومة بشكل منضبط و مستمر، حيث لم تتمكن اللجان في وزارة العمل او تمكين من توفير ما كانت توفره المجالس النوعية من تنسيق بين الباحثين عن عمل واصحاب العمل والحكومة.
إلغاء رحلات الناقلة الوطنية الى لبنان والعراق وإيران قرار آخر من القرارات غير المفهومة ، حيث ان الدولة وحتى اليوم لم تقم بمنع المواطنين من السفر لتلك الدول باستخدام شركات الطيران الأخرى او عبر البر والبحر ، وقد أصبح القرار بهذا الشكل وكأنه يهدف فقط إلى منع الناقلة الوطنية من الذهاب لهذه الدول ، ولم يتم ربط هذا الاجراء أبداً بهدف الحد من ذهاب المواطنين إلى تلك الدول، ولم يقدم احد حتى اليوم بتقديم اي تفسير منطقي للجمهور الذي يسأل وباستمرار دون الحصول على جواب.
ان القرارات غير المفهومة كثيرة ، وهي إما ان تكون قرارات ارتجالية لم تدرس بشكل دقيق ويجب العدول عنها ، او هي قرارات مدروسة ولها حكمة لكن لم يدركها عقل المواطن البسيط و لذلك يجب شرحها كي نعين الدولة على تنفيذها و إستخلاص منافعها للبلاد والعباد ، أما اصدار الأوامر المبهمة التي لا يعرف الحكمة منها إلا من هو ذو حظ عظيم لا تلزم المواطن العادي العمل بها.
ختاماً
١- يجب على الدولة قبل اتخاذ القرارات وإعلانها إفهام الناس بوضوح أسبابها والحكمة منها.
٢- لا يجوز اتخاذ قرارات فوقية تمس الناس دون مناقشتها معهم.
٣- الأوامر الفوقية تورث العصيان والرفض، و المناقشة تورّث الاحترام و التنفيذ.
