بقلم : محمد الانصاري
حرب فيتنام التي استمرت من عام 1955 إلى عام 1975، كانت واحدة من أبرز النزاعات العسكرية في القرن العشرين وشهدت تدخلًا قويًا من الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يعود تاريخ الوجود الأمريكي في فيتنام إلى الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة لحكومة جنوب فيتنام في مواجهة القوات الشمالية المدعومة من الاتحاد السوفيتي والصين.
اولاً : تطور الحرب في فيتنام
- في البداية، كان تدخل الولايات المتحدة في فيتنام يهدف لدعم الحكومة الموالية لها ضد الشيوعيين في الشمال ، وهو أمر مشابه لتدخلاتها في العديد من الدول حتى اليوم.
- مع تصاعد الصراع وشعور الولايات المتحدة الأمريكية بألم الصفعات الفيتنامية لها زادت وتيرة الاشتباكات والحروب الدموية في البلاد، واشتدت المواجهة بين القوات الأمريكية والقوات الشمالية الفيتنامية المدعومة من الصين والاتحاد السوفيتي.
- فيتنام شهدت استخدامًا واسعًا للتكتيكات الحربية المختلفة، بما في ذلك القصف الجوي والقتال على الأرض ، وهو عينه ما جرى في افغانستان و الصومال والعراق وكلها خرجت الولايات المتحدة منها بهزائم واضحة، وهذا ما سوف يجري في سوريا وأماكن أخرى في العالم.
ثانياً : انتصار الفيتناميين وخسائر الولايات المتحدة:
- برزت قوة وصمود الفيتناميين الشماليين والجنوبيين في مواجهة القوات الأمريكية، ونجحوا في تحقيق انتصارات مهمة بما في ذلك هزيمة القوات الأمريكية في معركة دين بين فبراير ومارس 1975 ميلادية ، وبذلك أعطوا الفيتناميين الدرس الأول لهزيمة أي مستعمر وهو الصمود.
- تكبدت الولايات المتحدة خسائر فادحة خلال حرب فيتنام، حيث بلغ عدد الجنود الأمريكيين القتلى أكثر من 58,000 جندي، بالإضافة إلى الجرحى والمفقودين ، وهذا هو الدرس الثاني حيث ان الأمريكان يحاربون بدون عقيدة وأي خسارة مهما كانت بسيطة تؤلمهم.
ختاماً :
١- حرب فيتنام تعتبر من أهم الصفحات في تاريخ العسكرية العالمية، حيث تمثلت في تصدي القوات الفيتنامية للتدخل الأمريكي وتحقيق النصر النهائي.
٢-الحرب في فيتنام كانت درسًا مؤلمًا للعديد من الدول حول التداعيات السلبية للتدخل العسكري في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
٣- ليس صحيحاً أن امريكا قوة لا تهزم ، فلقد هزمت في فيتنام والصومال والعراق و على وشك ان تهزم في سوريا وفي اماكن أخرى.
٤- الذي ينقذ امريكا حتى الان من السقوط المدوي هو قوة اقتصادها وحجم الاستثمارات فيها ، إلى جانب الخوف والوهن من قبل بعض الدول وعلى رأسها اوروبا منها.
٥- سوف تخبرون أبناءكم عن أسطورة أمريكا التي لا تقهر ، و سوف تشهدون في أعوام قليلة سقوطها المدوي من الداخل كما سقط الاتحاد السوفيتي و باقي القوى عبر التاريخ.
