بقلم : محمد الانصاري
أدانت مملكة البحرين وبقوة الهجوم الارهابي الذي تعرض له أحد الأضرحة الدينية في مدينة شيراز بجمهورية ايران الإسلامية ، هذا العمل الجبان الذي راح ضحيته ١٥ قتيلاً و عدد آخر من الجرحى ، فموقف البحرين ثابت من أي عمل إرهابي خسيس يمس الأفراد أو الحريات الدينية والفكرية في أي بقعة على وجه الأرض.
حمل بيان مملكة البحرين شديد اللهجة في طياته رسالة واضحة لقيادات الجارة إيران ، حيث انها وبجلاء تؤكد حسن نوايا حكومة وشعب البحرين تجاه جيرانها ، كما تؤكد بأن من ثوابتنا عدم القبول بمساس سيادة وأمن الدول بما فيهم إيران ، وان البحرين لطالما شجعت على التسامح الديني ،حيث كانت ولاتزال سداً منيعاً ضد الارهاب والتطرف ، بغض النظر عن مصدرة و المتضررين منه ، فكلها تحمل في جذورها فكراً اعوجاً هدام ، و كما أننا تألمنا عندما تم استهداف أمننا الداخلي من جهات مرتبطة بداعش مرة ، وجهات مرتبطة بإيران مرات عديدة ، فوالله نحن نتألم لضحايا هذه العملية ، ونتمنى للمصابين الشفاء العاجل ، ونسأل الله ان يحفظ الجميع من كل شر .
أصبحت إيران تشتكي من نشاط التنظيمات المتطرفة على أراضيها ، كما أصبحت تشتكي من التدخلات الغربية في شأنها الداخلي ، والسؤال الذي يطرح نفسه هو اذا كانت ايران لا تحب التدخل في شأنها الداخلي ، وتطالب الدول بوقف القنوات الخارجية التي تتناول الشأن الايراني ، والتي وبحسب وجهة نظر الحكومة الايرانية بأنها تحرض الشعب على الخروج على حكومته ، فلماذا سمحت لنفسها التدخل في الخليج بشكل مباشر عبر تدريب وتسليح مجموعات عديدة تهدف لقلب أنظمة دولها كما حصل في الكويت والسعودية والبحرين ، ولماذا تفتح الأبواب على مصراعيها لتمويل عشرات القنوات التي لا تتوقف عن التحريض واستهداف أمن وإستقرار دول الخليج.
اما عن البحرين فإنني متأكد ان ليس لها يد في تمويل اي قناة موجهة ضد ايران او ضد غيرها، كما ان البحرين ليس لها نشاط استخباري او عسكري على الأراضي الايرانية ، و أننا قيادة وشعب لا نتمنى ان يحصل اي شيء يتسبب في إزهاق أرواح الناس او خراب ممتلكاتهم سواءً في إيران أو غيرها ، ولن نسمح أن تنطلق من أراضينا اي عملية فردية او جماعية ، او حتى بغطاء غربي أو أممي ضد الجيران ومن ضمنهم إيران ، وهذا من عقيدة ودستور وميثاق عمل مملكة البحرين النابع من إحترام سيادة و أمن وإستقرار واستقلال ووحدة اراضي الدول وعلى راسهم الجيران.
ختاماً ندعوا إيران أن تتوقف عن التدخل في شئون الدول الاخرى ، وان تنشغل في التنمية و البناء والأمن الداخلي ، بدل أن تشتت جهودها ومواردها على باقي دول العالم ، ان الأموال الايرانية التي تصرف على المليشيات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان و أفريقيا ، و على تدريب المعارضات لدول الخليج كافية لرفع مستوى الشعب الإيرانيين وانتشال الملايين من الفقر والعوز والحاجة ، وكافية لان تنعم إيران نتيجة تحسن ظروفها بالهدوء والاستقرار.