بقلم : محمد الانصاري
حاول بعض الكتاب المأجورين في الصحف الصفراء في الاسبوعين الماضيين إثارة اللغط حول العلاقات الخليجية المصرية ، كما استغل المتصيدون بعض الأحداث والتصريحات غير الرسمية الصادرة عن بعض النكرات لإثبات اوهامهم التي يتمنونها في عقولهم المريضة.
ولكي نختصر الأمور فان الأواصر بين دول الخليج ومصر أبعد وأكبر من أي حدث ، و صدق المشاعر أعمق من قدرة اي متربص بها ، ان ما بين الخليج ومصر ماضي سحيق من الترابط ، و جذور متشابكة من النسب و التصاهر ، كما بينها مصالح دائمة ، فنحن شعب واحد ، وجيش واحد ، وأصل واحد ، ومصير واحد.
لا اريد أن أنزلق لما كتبه بعض الموتورين ، فهم وما كتبوه ترهات و هلاوس لا ترقى لمستوى الرد ، إنني على إطلاع جيد بحقيقة المواقف البحرينية والخليجية تجاه باقي الأشقاء العرب ، نحن لا نعتبر المصري أو السوري أو العراقي أو المغربي أو اليمني أو أي عربي آخر اذا زار الخليج ضيف ، بل هم في دارهم وبين أهلهم ، وما أقوله ليس تصريحاً دبلوماسياً بل واقع يتمسك به شعوب وحكام بلداننا جيلاً بعد جيل.
إننا في البحرين لا نسمح ولن نسمح حكومةً وشعباً لأي ماكان أن ينطلق من أرضنا ضد أي دولة من الأشقاء العرب ، سياسياً أو عسكرياً او اعلامياً ، و نتوقع من جميع الأشقاء نفس المبدأ ، فلا أتصور أن يقوم أي عاقل بإطلاق رصاصة على رجله ، ولا أظن إن من بيننا من يقبل السقوط لنفسه ، فنحن نرى الأشقاء أنفسنا و حشاشة جوفنا ، وشريكنا الأبدي الذي لا ننفصل عنه.
حرية التعبير ، واستقلالية الصحافة ليست لها علاقة ابداً بتدمير العلاقة بين الدول و الأشقاء ، لذلك لابد من الجميع إتخاذ ما يلزم لضمان حماية وصون الأواصر العربية ، كما بات من الضروري ان تقوم جامعة الدول العربية بدور أكبر في صياغة أعراف وبروتوكولات للعلاقات البينية بين أعضائها ، لكي يعرف كل فرد ما هو الواجب و ما هو المسموح وماهو الممنوع.
أما هؤلاء الذين يعيشون ويتكسبون على الأزمات فمن الضروري ان يكون للمجتمع قبل الدول موقف صريح رافض لهم ، لأن عموم الناس هم الخاسر الأكبر من اصطناع اي أزمة عربية - عربية ، فعلى الشعوب ان تتخذ موقفها ، وان تطرد هؤلاء من اي تجمع إلكتروني أو مهني ، وان لا يتم تداول مقالاتهم وأسمائهم ، فهؤلاء يقتاتون على الفتن ، وهم أبطال على حساب الناس.
ختاماً
١- لا تلتفتوا أبداً للأقلام المأجورة ، ولا تسمحوا لأحد ان يفسد المحبة والأخوة التي حبانا الله بها مع أشقائنا وإخواننا العرب.
٢- واجب على الحكومات و الشعوب ان توقف المسيئين للعلاقات العربية عند حدها ، لان حدود ما هو مسموح لك ان تقوله وتفعله في بيتك مختلف عن ما هو مسموح و ممكن أن تقوم به في بيت أخيك.
٢- مصر بالنسبة للخليج خط أحمر ، نحب أهلها ، ونتمنى ونعمل على استقرارها ، و نجد فيها الدفىء إذا زرناها ، فتحية للمحروسة ، أرض الكنانة ، ودار خير أجناد الأرض.
اخيراً
شكراً لتوجيهات القيادة الحكيمة التي أمرت بتأجيل احتفالات وزارة التربية والتعليم بمناسبة ميثاق العمل الوطني تضامنا مع الأشقاء في سوريا وتركيا ، هذه التوجيهات تعبر عن مدى حزن البحرين قيادةً وشعباً على ضحايا الزلزال الذي ألمَّ بنا جميعاً ، سائلين الله العزيز القدير ان يتغمد الله أرواح المتوفين الجنة ويلهم أهاليهم ويلهمنا الصبر والسلوان.
