بقلم : محمد الانصاري
رغم صغر مساحة البحرين على الخارطة العالمية الا انها كبيرةٌ جداً في مكانتها ومركزها الدولي ، فالبحرين دائما حاضرة في الضمير الانساني لمواقفها الوطنية المشرفة عبر التاريخ ، فهي خصوصاً في الأحداث المفصلية لم تضيع بوصلتها أبداً ، واستمرت صامدةً مع الحق والعدل والسلام ، ولم تتأخر في دعم الكرامة الإنسانية سواءً كان على الصعيد السياسي او المالي او حتى العسكري ، بل ظلت حاضرة على مر الزمن سنداً للأمة العربية والإسلامية ، بحكمة و كرم و شجاعة وتضحية.
ان كل من عمل في الخارجية البحرينية ، او كل من شارك في الوفود الرسمية او الأهلية للخارج ، يلمس حجم ومكانة البلد الدولية ، من خلال الكم الكبير من الاحترام و التوقير الذي يحضى به أبناء أرض دلمون في كل المحافل ، هذا الاحترام الذي تولد ونمى مع الزمن ، نتيجة مواقف الدلمونيين قيادةً وشعباً ، ووقوفهم مع دول العالم في همومهم و مشاكلهم و شدائدهم ، ومشاركة شعوب العالم في افراحهم وإنجازاتهم وأتراحهم ، حيث لا نغيب ابداً عن أذهان العالم ، ولنا في كل مشهد رايه عاليةً خفاقة .
ان مواقف البحرين ولاسيما الشعبية عبر العقود واضحةً في مساندة الخير لكل دول وشعوب العالم ، كما هي حاسمة في عدم المشاركة بأي شكل في المؤامرات الإقليمية والدولية ، ان اي مسئول في الخارجية لن يحتار و يتعب في إتخاذ القرارات التي يجب عليه اتخاذها في أي أمر مفاجئ ، لانه يعرف بان البحرين لا تعيش حالة الازدواجية في علاقاتها الدولية ، إننا نكون دائماً ومن دون تردد حيث يجب ان نكون ، مع الحق والانسانية و الخير ، بعيدين جداً عن المكائد و السياسات الملتوية.
قد نختلف كثيراً في الشأن الداخلي ، وهذا هو حال الشعوب الحية ، وبالطبع لدينا ألوان فكرية متعددة ، كما لدينا حراك سياسي نشط تاريخياً ، وجمعيات متنوعة المشارب والمواقف ، بعضها يعارض السياسات العامة وأخرى تؤيدها ، ونحن فخورون بما لدينا ونطمح للأفضل ، لكننا جميعاً متفقون جداً في مواقف الخير مع الدول التي تتعرض للكوارث والمصائب ، ومساعي إصلاح ذات البين في المواجهات والحروب التي تشتعل في العالم العربي والاسلامي او في اي مكان آخر.
يظن البعض ان العالم قد يختلط عليه بعض المواقف الفردية التي يقوم بها أشخاص في المجتمع ، في حين ان الواقع السياسي والدولي لا يكترث بها نهائياً ، ولا يعتبرها الا مواقف شخصيه لواحد او عدد محدود من أفراد المجتمع ، أما التعبير الحقيقي والواقعي عن مواقف الدولة فهو الإجماع العام الذي يأتي من تطابق السياسات الرسمية والمواقف الشعبيه في موقف وطني شامل موحد ، وهذه المواقف الوطنية التاريخية كانت دائماً ثابتةً مع الحق.
ختاماً
١- سياسات الدول هي المواقف الثابتة التي تستمد من قرارات الحكومات المتفقة مع رغبات وتطلعات الشعوب وهي ثابتة و صامدة ، اما اذا كانت هنآك إختلافات جذرية بين سياسات الحكومة و رغبات الشعوب فان تلك المواقف مؤقته وظرفية.
٢- في القضايا المصيرية للأمة كان باستمرار الشعب العلامة الفارقة ، و هذه العلامة تؤشر دائماً على الحق والعدل.