بقلم : محمد الانصاري
فرنسا على مدى عقود من الزمن بإظهار الخصومة للإسلام و المسلمين ، لكن هذه المرة بلغت بهم ان يقوموا بمنع الفتيات المسلمات من دخول المدارس بحجة لبس العباءة او الحجاب ، ولم يكتفوا بأن يرموا أوزار الحقد كعادتهم على القانون العام السائد لديهم ، بل خرج هذه المرة فخامة الرئيس ماكرون بنفسه مطالباً بالحزم في منع الفتيات من الدخول للمدارس اذا كانو يلبسون العباءة.
فرنسا التي كانت تحتل معظم بلدان أفريقيا ومن ضمنهم العديد من الدول العربية كالجزائر وتونس والمغرب ومصر ، نست أو تتناسى أنها قامت ببناء مدنها وشوارعها وحضارتها من ثروات وأموال المسلمين التي نهبوها ، حيث سرقوا من الجزائر لوحدها ١١٠ طن من الذهب فضلاً عن الثروات الأخرى ، ونست أو تتناسى أنها لا تزال تشفط الخيرات من البلدان الأفريقية المسلمة ، التي تفرض عليهم خلع لباسهم التاريخي والديني ، بحجة آنهم على اراضي فرنسا العلمانية .
لقد جاء دور الحكومات والنواب ان تُصدر قوانين تعامل الفرنسين بالمثل كما هو متعارف علية بين الدول ، هذه القوانين يجب ان يُفرض بموجبها الحجاب والعباءة على الفرنسيين والبعثات الفرنسية في البلدان العربية والاسلامية دون عن غيرهم ، لأنهم يفرضون علينا ثقافتهم بالجبر والقوة دون غيرنا ، ان العالم كله يمكنه ان يرتدي ما شاء في فرنسا و اذا رغب أحد في أن لا يرتدي الثياب فلا مانع لانه حر في تصرفاته ، لكن الممنوع الوحيد في بلد الافرنجة لبس زي طويل يبين انك مسلم.
فرنسا نفسها منقسمة بسبب قرار حكومة ماكرون حظر إرتداء العباءة الاسلامية في المدارس ، حيث ندد اليسار الفرنسي بقرار الحكومة المشار اليه ، معتبرا إياه “إشعالا جديدا لحرب دينية”، على عكس اليمين الذي أشاد بالقرار، مؤكدا أن “الأمر سيزيد من مستوى حماية قيم العلمانية في فرنسا ، ولكن في المجمل الجميع يعلم ان هذا القرار ينسف مبدأ حرية الملبس في القيم الفرنكوفونية ، ويوجه سهام الحرب للمسلمين دون غيرهم ، رغم ان البلدان الإسلامية لم تقم بأي خطوة فيها عداء للمجتمعات الفرنسية لديها .
كان على فرنسا ان تعتذر للعرب والمسلمين على احتلال بلدانهم ، وقتل الملايين من شبابهم ورجالهم ، وإعادة المليارات من المال والذهب والمعادن الثمينة التي نهبت من ثرواتهم ، بدل أن تذعن وتستمر في مسلسل معادات العرب والمسلمين في أوروبا ، أو التي تقوم بها كل يوم في مالي و النيجر و جزر القمر و الجابون و تشاد والصومال و ليبيا و غيرها من الدول المستضعفة.