بقلم : محمد الانصاري
نريد من الدولة ان تضع ضمن خططها بنود واضحة تهدف الى الحفاظ على تراث العاصمة وهويتها ، و تحتوي هذه الخطط على برامج تبقي عوائل المنامة فيها بدل هجرتهم للمدن الجديدة ، ونريد ان تحافظ المنامة على تركيبتها التي كانت قبل توسع مشاريع الإسكان في ثمانينات القرن الماضي ، ونريد ان نرى الهوية الأصيلة للبلد برايتها الخفاقة و لغتها العربية النقية وتراثها التاريخي ، كما نريد ان تعود لأزقة المنامة وحواريها دِلال الشاي والقهوة وان تبقى عاصمة البحرين بهوية عربية اسلامية خليجية نقية ومنفتحة كما كانت دائماً.
ان أكثر ما يؤلم هجرة أبناء العاصمة دورهم و محلاتهم التجارية ومجالسهم حتى أصبحت وكأنها خاوية على عروشها ، و استملاكها او سكنها من قبل الأجانب ، وأكثر ما يحز في النفس ان تحتاج ان تتعلم اللغات الآسيوية كي تتمكن من التعامل مع سكان المنامة الجدد ، او لإنهاء اي معاملة تجارية في سوق المنامة القديم وهي عاصمة البحرين دار العروبة و الشمم والاباء ، والأرض التي تغنى الشعراء والحكماء بها على مر العصور ، والدار التي ابتعث لها الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم العلاء الحضرمي فدعاها للإسلام فأسلمت طوعاً.
اننا نريد ان نذهب لأحيائنا فنرى أهلنا وأبنائنا وأحفادنا يلعبون فيها ، بدل الآسيويين و الأفارقة الذين شوهوا هوية البلد لدرجة أصبحوا يجوبون المنامة بإزار وكأن الدار دارهم والباقي ضيوف ، اننا نريد ان نذهب للسوق ونشتري الثياب من بوتيك الكهف ومحلات اخوند عوضي ونشتري الحلوى البحرينية الاصيلة من دكاكين الحلواجية و شويطر ، ونشتري الادوية الشعبية من الحواويج ، و نريد ان ناكل من بشير ومطعم علوي او النجار ، وان نزور سوق الذهب والصفافير والحدادة وبائعي البشوت والعبي ، هل هذه طلبات وأماني صعبة او كبيرة ؟!.
ان هوية أهل المنامة تضيع وتتبدد ، وان تاريخ البلد المتعايش و المنسجم و المتناغم يختفي ، و ان عوائل المنامة الأصيلة التي تحب البلد كما باقي عوائل البحرين لم تعد ترى في مسقط رأسها ، فقد سكن في بيوتهم الأغراب ، وان السائح الذي يأتي ليزور البحرين لا يجد احداً من أهلها في أقدم سوق في العاصمة، لذلك فان اهل المنامة يعيشون حزناً كبيراً عندما يسمعون بوفاة أحد من أهلها ولا ويعرفون المنزل الذي يجب ان يعزوا أهله.
لقد أصبحت المنامة كلها مهجورة من أهلها ، فما عاد احد فيها الا القلة ممن ينتظر بيت الإسكان للخروج ، السلمانية و السقية والقضيبية و الحورة ورأس الرمان و المنامة القديمة و فريج الفاضل و النعيم و القفول كلها أصبحت مناطق مهجورة من أهلها الأصليين ، وكلها تشكوا أزمة الهوية و تطلب تهيئة المكان وإرجاع الأبناء في مشاريع الإسكان الجديدة.
ختاماً
١- نرجوا من الدولة العمل على بناء بيوت اسكان في المنامة القديمة مع المحافظة على هويتها على ان يسكن تلك البيوت من كان والده او جده من أهلها.
٢- ان يتم استحداث فئة جديدة في الإسكان يتم بموجبة اعادة بناء البيوت القديمة لأحد الورثة المستحقين لخدمة الإسكان.
٣- استكمال مشروع إحياء وتطوير سوق المنامة وقصر المستفيدين على المحلات المملوكة للبحرينيين من سكنة المنامة قديماً.
