الأعمال الدرامية التلفزيونية في مرحلتها الثانية حظيت بإهتمام كبير من قبل الصحافة، سواء منها المحلية أو الخليجية، وبعض الدارسين
قال المؤلف والكاتب راشد الجودر ، في سرده لتاريخ الدراما في تلفزيون البحرين بجمعية تاريخ واثار البحرين ، ان هناك انقطاع عن عمل الدراما منذ 2016 ، وتخلي تلفزيون البحرين عن الإنتاج احد اهم الأسباب ، وان تاريخ الدراما في التلفيون منذ تاسيسه عام 1973 ينقسم الى ثلاث مراحل ويواص الجودر بسرد المرحلة الثانية " ويقول "
المرحلة الثانية:
هي مرحلة التطور والنضج والإنتشار في المحيط الخليجي. وشكل عام 1987 بداية لتلك المرحلة، التي إمتدت لحوالي سبعة عشر عاما، مع بقاء بعض من سمات المرحلة الأولى قائمة في بداياتها، فقد شهدت تلك المرحلة غزارة في الإنتاج، مع جودة وتطور الأعمال الدرامية التي أنتجت حينها. وبلغ عددها حوالي سبعون عملا. سبعة منها فقط كانت من إنتاج مؤسسات إنتاج خاصة، والبقية كانت من إنتاج تليفزيون البحرين. مع زيادة في عدد الأعمال المكونة من ثلاثين حلقة. وكانت باكورتها مسلسل (أم هلال) لعيسى الحمر.
وكان للمساهمة الكبيرة من قبل تليفزيون البحرين في إنتاج الأعمال الدرامية، أثرها الواضح على تطور الدراما في مختلف النواحي، نصا وتمثيلا وإخراجا، مع تطور الإمكانيات الفنية للعاملين في مجال التصوير والإضاءة والصوت والديكور. وزيادة في عدد الكتاب والمخرجين المتخصصين في مجال الدراما التليفزيونية. مما أسهم في ارتفاع نسبة المشاهدة للمسلسلات البحرينية، سواء بين الجمهور البحريني أو على مستوى دول الخليج العربية. ونتج عن ذلك حصول الكثير من المسلسلات البحرينية على العديد من الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية، في مهرجان الخليج العربي، والمهرجانات العربية في القاهرة وتونس.
وكان من بين الفنيين في مجال التصوير والإضاءة والصوت من بلغ درجة متقدمة من الإتقان والتميز دفعت عدد من مؤسسات الإنتاج الخليجية للإستعانة بهم في الأعمال التي تم إنتاجها حينها، من أمثال المصورين عبدالرحمن الملا والمرحوم عبدالنبي الفردان. وفي مجال الإضاءة كان هناك حسن الشيخ وأحمد عيد وخالد العميري وعبدالله جميل. وفي قسم الصوت كان هناك المرحوم توفيق العليوات، ويونس الكوهجي، وحسن فزيع. وفي الديكور برز إسم يوسف قاسم وإبراهيم الحوطي، وجمال المطوع، ونوال عبدالصالح.
وكان التنوع في أنواع الأعمال الدرامية، وخاصة الأعمال التراثية التي كان لها حضورها القوي في تلك المرحلة، إضافة الى تنوع الموضوعات التي تناولتها، من السمات التي تميزت بها المرحلة الثانية، مما ساهم في إقترابها أكثر من القضايا والهموم المتصلة بالناس والمجتمع. وقد تنوعت تلك الأعمال في طابعها العام ما بين:
الدراما الاجتماعية ، والتراثية، والدينية، والكوميديا، ودراما الأطفال.
ومن أهم الكتاب في المرحلة الثانية:
عيسى الحمر - أمين صالح - حمد الشهابي - راشد الجودر - وعلى الشرقاوي- يوسف السند.
وبلغ عدد المخرجين في تلك المرحلة، تسعة عشر مخرجا. منهم إثنا عشر مخرجا بحرينيا من العاملين بالتليفزيون. وإثنان من المخرجين المسرحيين. ومخرج واحد من الإذاعة، وثلاثة مخرجين كويتيين. ومخرجين إثنين مصريين.
ومن المخرجين البحرينيين الذين كانت لهم مساهمات متفاوتة فيما وصلت اليه الدراما البحرينية حينها من تطور ونجاح وإنتشار: بسام الذوادي، وأحمد يعقوب المقله، وعبدالله يوسف، وجمال الشوملي، ومحمد سلمان، ومصطفى رشيد، إضافة الى خالد الجودر ومحمد القفاص.
كانت تمثيلية (الساعة الثالثة) التي كتبتها منيره العليوات في عام 1987 هي أول وآخرعمل درامي للمخرج خالد الجودر في تلك المرحلة. تبعه المخرج المصري محي الدين جلال بإخراج الجزء الأول من مسلسل (أم هلال) في نفس العام. ليخرج بعده الجزء الثاني في عام 1988. والجزء الرابع في عام 1994.
المخرج عبدالله يوسف قام بإخراج سبعة أعمال درامية، بدأها بتمثيلية (العربة) في عام 1988 من تأليف أمين صالح. ليخرج بعدها في عامي 1990، 1991 الجزئين الأول والثاني من مسلسل (بن عقل) وهما من تأليفي. ليتبعهما في عام 1992 بمسلسل (ملح وذهب) من تأليف إمين صالح. وفي عام 2000 أخرج مسلسل (ليل البنادر) من تأليف عيسى الحمر. ثم مسلسل (عويشه) في عام 2003 وهو من تأليفي. وكان آخر عمل له هو مسلسل (دروب) الذي كتبه عيسى الحمر في عام 2005.
أما المخرج بسام الذوادي وكان من المخرجين المتميزين حينها فقد أخرج في تلك المرحلة ثمانية أعمال درامية. بدأها بثلاثية العين في عام 1988 وكانت من تأليفي. ليتبعها في العام التالي بتمثيلية (يونس والآخرون) من تأليف أمين صالح. ثم تمثيلية (عيون تحت الجمجمة) لحمد الشهابي. وفي نفس العام 1991 أخرج مسلسل (بث غير مباشر) لأمين صالح، ليتبعه في عام 1993 بمسلسل (فتاة أخرى) لحمد الشهابي، ثم (تليفزيون صور ملون) في عام 1994 لأمين صالح. ومسلسل (حسن ونور السنا) في عام 1995 تأليف حمد الشهابي. وكانت آخر أعماله التي أخرجها هو مسلسل (الهارب) من تأليف أمين صالح والشاعر قاسم حداد.
وكان من بين المخرجين المتميزين في تلك المرحلة، المخرج أحمد يعقوب المقله، الذي أخرج إثنا عشر مسلسلا، بدأها في عام 1991 بمسلسل (غناوي بوتعب) للشاعر علي الشرقاوي. ليتبعها بعدد من المسلسلات التراثية من تأليفي. وهي مسلسل (صور قديمة) في عام 1992 ثم مسلسل (البيت العود) في عام 1993 ومسلسل (فرجان لول) في عام 1994 ومسلسل (ملفى الأياويد) في عام 1995 والجزء الأول من مسلسل (حزاوي الدار) في عام 1996 والجزء الثاني منه في عام 1997 وأخيرا مسلسل (سعدون) في عام 1998. وكان قبل ذلك قد أخرج في عام 1993 من تأليف أمين صالح ثلاث حلقات من عمل درامي حمل عنوان (حالات) وأربع حلقات من عمل آخر تحت عنوان (أبيض وأسود) في عام 1995 ومن أهم الأعمال التي أخرجها من تأليف أمين صالح مسلسل (نيران) في عام 2000 ومسلسل (السديم) في عام 2002.
ويعد المخرج أمير الشايب واحدا من أقدم المخرجين بتليفزيون البحرين، وقد أخرج خلال المرحلة الثانية خمسة أعمال درامية، بدأها بالجزء الثالث من مسلسل (أم هلال) في عام 1989 من تأليف عيسى الحمر، ثم مسلسل (هي والفرسان الثلاثة) من تأليف الفنان المسرحي محمد عواد. ثم تمثيلية (الناس والراتب) في عام 1995 من تأليف المعد بالتليفزيون أحمد عبدالله. ليتبعها في عام 1996 بمسلسل (عجايب زمان) من تأليف حمد الشهابي. وكان آخر أعماله هو مسلسل (ناس من ناس) الذي كتبه في عام 1997 الكاتب الصحفي والروائي أحمد جمعه.
وكان للمخرج جمال الشوملي مساهمته المتميزة في تلك المرحلة، حيث أخرج عشرة أعمال درامية، معظمها غلب عليه الطابع الديني. وحملت عنوان (الكلمة الطيبة) وقد بدأها في عام 1997 بعمل من أربع حلقات من تأليف الكاتب المسرحي يوسف السند، والذي كتب في العام التالي ثمان حلقات من الكلمة الطيبة، ليتمها عيسى الحمر بثلاث حلقات. وفي عام 1999 أخرج الشوملي الجزء الثالث من الكلمة الطيبة مكون من خمسة عشر حلقة. كتب سبع منها يوسف السند. وكتب الثمان حلقات الباقية عيسى الحمر. وتبعها في عام 2000 بإخراج الجزء الرابع مكون من ست حلقات من تأليف يوسف السند. ليخرج بعدها في عام 2002 الجزء الخامس من الكلمة الطيبة من تأليف يوسف السند. وكان قبلها قد أخرج في عام 2001 مسلسل (أخوة الشر) تأليف عيسى الحمر. وفي عام 2003 أخرج ضمن سلسلة الكلمة الطيبة مسلسل (بقايا رماد) من تأليف الدكتوره معصومه المطاوعه. لينتهي بمسلسل (صور من الحياة) لعيسى الحمر.
ومن المخرجين الذين قدموا عددا من الأعمال المتميزة المخرج محمد سلمان الذي أخرج خلال المرحلة الثانية ستة أعمال درامية. بدأها في عام 1995 بتمثيلية (الناس مظاهر) من تأليف أحمد عبدالله. ليتبعها في عام 1996 بمسلسل الأطفال (صانعوا التاريخ) ومسلسل ((بحر الحكايات) عام 1997. ثم مسلسل (أبواب) في عام 1998 وجميعها من تأليف أمين صالح. وفي عام 1999 أخرج مسلسل (سرور) من تأليفي. لينتهي بمسلسل (أحلام رمادية) من تأليف محمد القفاص وأحمد الفردان.
وكان المخرج مصطفى رشيد من آخر المخرجين المتميزين، وقدم خلال المرحلة الثانية أربعة أعمال درامية. وهي مسلسل (تالي العمر) في عام 1998 تأليف حمد الشهابي. م مسلسل (آخر الرجال) من تأليف عيسى الحمر. ليتبعه في نفس العام بمسلسل (غناوي المرتاحين) لأمين صالح. وأخير مسلسل (مواطن طيب) في عام 2001 لحمد الشهابي.
وإلى جانب أولئك المخرجين، كان هناك أربعة مخرجين قدم كل منهم عملا واحدا فقط، وهم خليفه العريفي الذي أخرج تمثيلية (أيام الرماد) من تأليف علي الشرقاوي. والمخرج يوسف حسن، وأخرج تمثيلية (آدم وحواء) من تأيف أحمد عبدالله. والمخرج فاضل الكواري، الذي أخرج تمثيلية (الناس والتليفزيون) من تأليف أحمد عبدالله. ومحمد القفاص الذي أخرج في عام 2003 مسلسل (شريك الحياة) من تأليف أحمد الفردان ومحمد القفاص.
ومن الملاحظ أن الأعمال الدرامية التليفزيونية في مرحلتها الثانية حظيت بإهتمام كبير من قبل الصحافة، سواء منها المحلية أو الخليجية، وبعض الدارسين. فقد تم تناولها عبر العديد من الكتابات والمقالات والتحقيقات الصحفية والدراسات. إضافة الى إجراء العديد من اللقاءات مع الممثلين والمخرجين والكتاب البحرينيين. إلا أن الكثير مما كتب حينها لم يرتق الى مستوى النقد العلمي والموضوعي، الذي كانت الأعمال الدرامية بحاجة إليه. فالكثير مما كتب حينها غلبت عليه الآراء الإنطباعية.
ومما ساهم في تميز الأعمال الدرامية خلال المرحلة الثانية، ومنافستها لكثير من الأعمال الدرامية الخليجية، هو وجود لجنة لتقييم النصوص الدرامية بتليفزيون البحرين، تم تشكيلها مع بداية المرحلة الثانية. وكلفت من قبل إدارة التليفزيون برئاستها وإختيار أعضائها، ووضع نظام العمل بها. وتم تشكيلها من عدد من الكتاب والأدباء والمخرجين المتميزين. منهم الشاعر قاسم حداد، والكاتب أمين صالح، والشاعر على الشرقاوي، والمخرج عبدالله يوسف. ثم إنتقلت مسؤولية اللجنة الى المخرج بسام الذوادي ومن بعده الى الممثلة مريم زيمان.
