د. موزة الرواحية : ضرورة توفير مختبرات متخصصة في الجامعات وتعديل السياسات الوطنية والمنظومة التعليمية
راشد الحمر : الذكاء الصناعي ساهم في تحسين إنتاجية الصحفي وقدم أدوات جديدة له للابتعاد عن الروتين
قال اللواء محمد بن دينة ، مدير عام الإدارة العامة للاعلام الأمني ، ان الذكاء الاصطناعي يعتبر اعظم انجاز بشري لحد الان ، ونحن لم نكن شركاء في انشاءه او صيغته ، ولكننا نحاول توظيفة في بلادنا ، ونحن متلقين له كدولة او افراد ، وهذا الذي فرض علينا ، يجب ان تهيئة المجتمع له ، ونتعاطى معه بشكل إيجابي ، وندخل الوعي بهذه التقنية الجديدة في المراحل الأول بالمدارس .
وأضاف ، في السابق ، نطالب العوائل بعدم إعطاء الهاتف الذكي للأطفال ، لما له من محاذير ، ولكن بسبب تعاملنا مع العالم الافتراضي والذي يعتبر الذكاء الصناعي اكثرها تقدما لا يمكن ذلك .. وعلينا توظيفه والحد من سلبياته.
وقال في الجلسة الثانية للندوة وكانت بعنوان " مستقبل الاعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي في المنطقة " مساء امس بمركز الشيخ عيسى ، ان الذكاء الاصطناعي يسهم في تحليل المصدر وسرعة الانتشار ولذلك من الضروري ان يتم تغذيته بالمعلومات الصحيحة لان نسبة الخطأ فيه حاليا 35-40 % ، وهو عامل مساعد لا يمكن الاستغناء عن البشر في استخدامه .
وردا على سؤال عن الفجوة في الوعي المجتمعي ، قال ظهرت لنا منصة تويتر ( اكس الان ) عام 2006 وبعدها الفيس بك ، وكانت دول منطقتنا مستهدفة ، وبسرعة التكنلوجيا ، وعدم انتباهنا ، كبرت الفجوة ، وبدأنا نتلقى المعلومات بانواعها دون حسيب او رقيب ، من المعلومات الصحيحة الى الشائعات والمعلومات المغلوطة من قبل افراد ومنظمات .
نحن بحاجة الى وعي مجتمعي قوي يلم بالحقوق والواجبات ، ولابد من معرفة بان حرية التعبير غير مطلقة ، والتعبير بكل ما في النفس دون رقيب .
وفي ظل الذكاء الصناعي ، والمتغيرات التقنية ، تدخل علينا محتويات بها ايديلوجيات ومعطيات تعبر عن التعصب الديني والطائفي وغير ذلك ، وبها يخلق اضطراب في المجتمع .. وللأسف الكثير من المواطنين يتكلمون عن الحقوق وينسون الواجبات.
وهناك اعلام موجه يتاثر به المجتمع ، وهناك منظمات تهدف امن بلداننا .
ومن هنا اتفق مع الرأي القائل الى الدعوة الى محو الامية الرقمية ، وضرورة وضع استراتيجيات حقيقية ، والمشكلة من يضع الجرس .
من جانبها قالت الدكتورة موزة بنت عبد الله الرواحية ، أستاذ مساعد في الصحافة والنشر الالكتروني بجامعة السلطان قابوس من سلطنة عمان ، اننا في العالم العربي لا زلنا في مرحلة الدهشة من التطورات السريعة في تقنية المعلومات وخصوصا الذكاء الصناعي ، في المقابل في الغرب درسوا المشكلة ودرسوا المشكلة ووضعوا الحلول والعلاج لها.
وان حرية الصحافة وحرية التعبير موضوع شائك وشيق ، ولكن بالمقابل من المهم محاربة الاخبار المضللة ، وتوظيف البدائل ، لحماية مجتمعاتنا من الاخبار والمعلومات غير المرغوبة .
عن تاثير الذكاء الصناعي على الصحافة قالت ، في فترة الثمانينات والتسعينات كان الذكاء الصناعي عبارة عن قاعدة بيانات ، ولكن بظهور الانترنت خلق أرضية خصبة له وفي بداية القرن الحالي تم تطوير الخرازميات ، وساهم في تقليل الروتين وقدم معلومات سهلة وبسيطة وسريعة ، وما ان انطلق العقد الأول والثاني ، حتى تطور الحال الى تحليل الرأي العام .
وساهم في الصحافة الاستقصائية ومحاربة الاخبار المضللة ، والان اصبح يحلل المشاعر عوضا عن التحليل السياسي.وتم انشاء منصات تعتمد على الذكاء الصناعي في الاستفادة منه بكفاءة .
وعن التحدي لاستيعاب تطوير المناهج الإعلامية بالجامعات قالت ، ان هناك امية رقمية نسبتها 60 مليون شخص عام 2016 ، ارتفعت الى 71 مليون عام 2019 ، و100 مليون سوف تصبح عام 2030 ، كذلك الحال بالنسبة الى الامية في الذكاء الصناعي ، وهنا وجب تبني التعليم ، والاهتمام بالمعلم أولا ، ومن ثم المناهج ، المهارات والتقنيات .. والاهتمام بالابداع والتفكير والابتكار ، ومع الاهتمام باخلاقيات الصحفية في أي تقرير صحفي .
من الضرورة توفير مختبرات متخصصة في الجامعات ، وتعديل السياسات الوطنية والمنظومة التعليمية
والمتحدث الثالث ، راشد نبيل الحمر ، رئيس لجنة الاعلام الرقمي في اتحاد الصحفيين الخليجيين ، قال ان الذكاء الصناعي له دور فعال في الاعلام لا يمكن التقليل من دوره ، بل تم تشكيل اعلام جديد عبر المنصات مدربة من الخارج ، وبها تفكير معين لا يتناسب مع مجتمعاتنا ، ومن هنا ادعو الى الاستثمار في حلول ذكية لتتناسب مع اوضاعنا وعدم مقاومة التغيير لانه قادمة لا محالة .
وان الذكاء الصناعي ساهم في تحسين إنتاجية الصحفي وقدم أدوات جديدة له للابتعاد عن الروتين والتخلي عنها .. بل اصبح الصحفي ، صحفي شامل من محرر ومنتاج وصوت وغيرها .. وتم رفع الإنتاجية ورفع المستوى وجودة المحتوى ، ولا تهديد لا وظيفة اذا كانت المؤسسة قابلة لتبني هذه الأدوات لصناعة محتوى افضل للمؤسسة .. واي مؤسسة لا تتواكب مع التطور لن تصمد .
بتلك التغيرات ، تم تغيير المسميات الوظيفية في غرف التحرير ، خرجت وظائف من الخدمة ، وتم دخول وظائف جديدة بالسوق ، والمقاوم للتغير يسقط خصوصا في المحتوى الذي هو بحاجة للحقن والتغذية للاعلام العربي ليتلائم مع عاداتنا.وقد ادار الندوة محمد يوسف خلفان ، المستشار الإعلامي في اتحاد الصحفيين الخليجين.
علما بان رئيس مجلس إدارة معهد التنمية السياسية علي محمد الرميحي القى كلمة قال فيها ، بان 73 % من العالم يستخدمون الانترنت ، و66 % من سكان العالم يستخدمون أدوات التواصل الاجتماعي بانواعها ، و60 % يستخدمون الذكاء الصناعي ، وان علينا تطوير هذه التقنية بسرعة لاسيما اننا نواجه من خلال تحديات أخلاقية واختراق خصوصية ولكن لها دور حيوي في التحليل وبسرعة .. كما القى الأمين العام لاتحاد الصحافة الخليجية عيسى الشايجي كلمة قال فيها بان هذا الندوة مهمة للاطلاع على دور الذكاء الصناعي في بناء الوعي السياسية وخدمة الصحافة والاعلام .