DELMON POST LOGO

قصة تأسيس مركز عبد الرحمن كانو الثقافي لا تخلو من السياسة

التقيت امس باحد مؤسسي مركز عبد الرحمن كانو الثقافي ، وسرد لي قصة انشاء المركز قائلا : " بدأت القصة عندما فتح عبد الرحمن كانو وهو رئيس النادي الاهلي ، ديوانية باسم ديوانية بوراشد " نسبة اليه " في احدى صالات النادي ، وبدأ الحضور لهذه الديوانية ، وتناقش جميع القضايا المتنوعة عدى السياسية بحضور الوجيه عبد الرحمن كانو منذ التسعينات من القرن الماضي "

وعندما تسنم ملك البلاد حفظه الله الحكم عام 1999 ، وبدأ الانفتاح السياسي ، وبدأت الناس تتكلم في السياسة ، وبدأت الاندية والمؤسسات بتنظيم الندوات ومخاطبة الناس ماذا يريدون ، نظمت الديوانية " بوراشد " ندوة النادي الاهلي الشهيرة ، والتي حضرها عدد كبير من كبار السياسيين في البحرين " معظم الحضور المتكلمين من المؤدلجين سياسيا " ، وطالب المشاركون بمطالب فوق الحد المسموح ، وتجاوز الحدود في ظل قانون امن الدولة انذاك الذي لم يرفع بعد ، ساهم ذلك في احراج بعض الاطراف بالحكومة.  

واستمر النادي في تنظيم ندوة اخرى ، قد تكون اكثر شدة وحرية بعد نجاح الندوة الاولى ، في طرح العديد من القضايا الوطنية والتي تهتم بالشأن العام .

لم تستطع اجهزة الدولة منع الندوة بسبب انها في النادي الاهلي المحسوب على الدولة ، والديوانية برئاسة الوجيه عبد الرحمن كانو، ولا احد يريد التصادم معه او منعه " وهو الوجيه الكبير مكان احترام الناس اجمعين " ، في ونفس الوقت فان بعض اجهزة الدولة لا تريد تنظيم هذا النوع من الندوات رغم الانفتاح الذي عرضه الامير " الملك الحالي " للجميع للتحدث بحرية تامة " قبل مرحلة الاصلاح والانفتاح " وتمهيدا للتوقيع على ميثاق العمل الوطني .. ويقول سارد القصة ، بان احد ما ، لا يعرف من هم ولكن من المؤكد من جماعة تريد افشال الندوة  أطفأ الكهرباء على النادي الاهلي بالكامل ، من خلال سحب فيوزات الكهرباء من النادي قبيل الندوة بفترة قصيرة جدا ، لم يسع الوقت لاعادة الكهرباء ،،، والغيت الندوة وتحقق الهدف .

وتم اشعار عبد الرحمن كانو ، الذي ربما عرف من سحب الفيشات " فيوز الكهرباء " بان هذه النوع من الندوات السياسية قد تحرج النادي الذي يتبع مؤسسة الشباب والرياضة ، ومن الافضل نقله الى مكان اخر .

قرر عبد الرحمن كانو نقل المنتدى " ديوانية بوراشد " من النادي الاهلي الى دار كانو الضيافة بالماحوز قرب  النادي البريطاني ، وتم تنظيم عدد من الندوات ،،، التي لم تكن اقل جدلا من سابقاتها .

كان وزير الاعلام محمد المطوع ، الذي زار عبد الرحمن كانو في مجلسه ، وعرض عليه عرض مغري ، اذ طالبه بتسجيل المنتدى او المركز رسميا لتفادي اي تجاوزات ادارية ، وتحديد المسؤولية القانونية ، وعرض عليه الموافقة الفعلية التي اتت بعد يومين من التقديم ، وتم تسمية المركز قبل 20 عاما بــ " مركز عبد الرحمن كانو الثقافي " ونقل من بيت الضيافة الى مقره الاساسي في عذاري ولمدة طويلة ، بعدها تبرع عاهل البلاد بارض كبيرة قرب جريدة اخبار الخليج وتم بناء المبنى الذي انتقل اليه من عذاري قبل عام واحد . ولا يزال احد المنابر الي تنظم به العديد من الندوات والمحاضرات والاجتماعات وسقفه في الحرية اكثر من غيره منذ 20 عام حيث يحتفل بهذه المناسبة هذا العام واصبح احد المنابر لحرية الرأي .

الوجيه المرحوم عبد الرحمن كانو