في تقرير سابق لديوان الرقابة المالية نصه " مؤخراً، تجاوزت تدفقات مياه الصرف الصحي قدرتها الاستيعابية مما أفضى إلى زيادة انبعاث الروائح الكريهة بتلك المحطة والمنطقة المحيطة بها، نتيجة لصعوبة التحكم في الغازات المصاحبة لمياه الصرف الصحي الإضافية التي تستلمها المحطة ".وهذه الملاحظة لم يتم معالجتها منذ 2019 من قبل إدارة المحطة ( الشركة المكلفة ووزارة الاشغال معا).
وبعد زخات المطر الكبيرة التي شملت البحرين خلال اليومين الماضيين لأول مرة بهذا الحجم منذ 1959 وبهذه الكميات الامطار الكبيرة ، حيث انتشرت منذ ظهر اليوم رائحة كريهة ( الميثان ) غير القاتل ، حوالي المحطة وتجاوز المنطقة ليصل الى القرى المجاورة مثل بلاد القديم والزج الذي شعر الأهالي بهذه الرائحة.
يقول احد الخبرا كان يعمل في المحطة ، بان تلك الرائحة سببها زيادة حجم الامطار المفاجئة ، أدى ذلك الى عطب وقع على اغطية الفتحات الرئيسية ( مين حول ) وادى ذلك الى تسرب الغازات بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي الناجم عن دخول مياه الأمطار في جهاز الصرف الصحي ( الهيدروليكية ) المخصص الى تصريف المياه ، واختلال ذلك أدى الى تسرب الرائحة الكريهة ولكنها غير قاتلة .
وأشار المصدر الى تحمل المسؤولية الشركة المسؤولة عن عمل المحطة بالإضافة الى الجانب الحكومي المتعامل مع هذه الشركة ( وزارة الاشغال ) حيث ان كلا الطرفين لم ينتبهان الى تسرب الذي وقع في الاغطية ، هذا التسريب أدى الى تسرب الغاز ذو الرائحة الكريهة ، بالإضافة الى عدم الاهتمام الكبير بالاصول وصيانتها وتطويرها وهو جانب مهم في هذا الجانب .
من جانب اخر ، أكّد المجلس الأعلى للبيئة أنه باشر، وبشكل فوري وبالتعاون مع الدفاع المدني وشركة بابكو انرجيز، إجراءاته اللازمة في التحقق من أسباب رصد رائحة في الأجواء بعدد من المناطق في مملكة البحرين.
وطمأن المجلس الأعلى للبيئة أفراد المجتمع بأنّ النتائج الأولية أظهرت أن الرائحة المنتشرة بالأجواء نتيجة انبعاثات تشغيلية طبيعية وفي حدود الاجراءات المعمولة بها بشكل اعتيادي ولا تستدعي القلق وأن الجهات المختصة تقوم باتخاذ إجراءاتها اللازمة كافة، موضحاً بأنّ الفرق المعنية بهذه الجهات متواجدة ميدانياً للقيام بالقياسات البيئية الاعتيادية وفق بروتوكولات السلامة العامة، داعياً إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
.
علما بان معظم الدول الخليجية لا تستثمر في مياه الامطار رغم استثماراتها في جميع القطاعات ، وعدم الاستثمار في هذا القطاع يخلق مشاكل اذا ما زاد حجم هطول الامطار بشكل استثنائي يؤدي الى غرق العديد من الشوارع بالمياه لعدم وجود مصارف لمياه الامطار.
يعد مشروع محطة توبلي للصرف الصحي من المشاريع الهامة لتحسين البنية التحتية ونظام الصرف الصحي في مملكة البحرين من خلال تحويل الأحواض التقليدية الـ (10) الموجودة في محطة توبلي المستقبلة لتدفقات الصرف الصحي الى احواض تهوية بنظام الهايبكس، حيث يهدف إلى تحسين كفاءة المياه المعالجة ثنائياً وبالتالي زيادة إنتاج المياه المعالجة ثلاثياً في محطة توبلي للصرف الصحي لاستخدامها في أغراض التجميل والتشجير، من خلال ربطها بحوضي تهوية لمعالجة 120 ألف متر مكعب في اليوم من المياه الصرف الصحي، و تركيب 42 جهاز لتسريع عملية المعالجة الثنائية ومحطة ضخ الى جانب اعمال تكميلية أخرى للمحطة القائمة، ومع اكتمال المشروع ستتحسن الطاقة الاستيعابية للمحطة من انتاج مياه معالجة تصل الى 200 ألف متر مكعب يومياً مما سينعكس ذلك ايجاباً على البيئة المحيطة.