بقلم : محمد الانصاري
ليس للخونة شكل ولون مميز ، فهم يعيشون بيننا ، بعضهم يلبس لباس التقوى ، وبعضهم يتقمص دور جيفارا المناضل، تراهم أحيانا ركعاً سجداً في دور العبادة ، واحياناً اخرى رافعي لواء الدفاع عن الحرية و المبادئ والقيم ، بعضهم يقوم بتكفير العاصي كي يظهر بصورة المؤمن، وبعضهم يستنكر على الناس ابسط الهفوات ، تحسبهم ابطال وهم في الحقيقة عملاء.
فإذا وجدتم رجل دين من اي طائفة يقوم بتكفير الآخرين و يتسبب في اثارة النعرات الدينية و المذهبية ، فاعلم إنه مدسوس ومدفوع الأجر بغض النظر عن إنتمائه الفكري ومن يكون و الوجه الذي يتستر وراءه ، فالدين يجمع الناس ولا يفرقهم ، و الاشخاص و الجماعات التي تقوم بدور في خدمة الصراعات الدينية و الطائفية وامثالهم كثير في قنوات الفتنة عملاء لجهات مشبوهة وقذرة يجب تقويضهم وفضحهم .
بعض القيادات المشبوهة العاملة تحت غطاء المجتمع المدني من أصدقاء السفارات الاستعمارية ، الذي يتسابقون في اثارة الزوابع التي تهز أمن واستقرار البلدان و المنطقة ، والسياسيون الذين يسعون للوصول للسلطة عبر خدمة المحاور الدولية ، ودون إكتراث بمصير الناس ، هؤلاء لا يستثنون عن طابور الخونه ، والأيام ستكشف لكم الجهات التي تدعمهم وتقف ورأئهم ، ولكم في العراق خير مثال ، فانظروا ماذا فعل بعض المرتزقة الذين دخلوا بلدهم على ظهر دبابات المحتلين ، حينها برّروا أفعالهم باسم الدين و الحرية و الاستقلال ، اين هم الآن ؟! أليسوا في مزبلة التاريخ ؟! .
عملت أجهزت المخابرات الاستعمارية ومن يخدمهم على تجنيد الخونة من الكتّاب والإعلاميين ، واستطاعت بالمال والنفوذ ان تخترق الصحف والإذاعات والتلفزيونات المحلية و العالمية و وسائل التواصل الاجتماعية وان تزرعهم بيننا ، و بمساعدة هؤلاء نجحت تلك الايادى في السيطرة والتأثير على المجتمعات ، لدرجة أنهم تمكنوا من أثارة الفوضى وتأجيج الصراعات بين الدول ، وقاموا بتمزيق العالم واختلاق الأزمات والحروب و تقسيم الدول و التسبب في خلق الكراهيه بين الشعوب.
لا يمكن حصر الخيانة و العمالة في عنوان و وصف ، و لا يشترط ان يكون بمقابل مادي ، فكل شخص او مجموعة تتسبب في إلحاق الضرر بالأمة عن قصد وبتعمد خادم في محور إبليس ، سواء كان بدافع مالي أو بدوافع شخصية ، وخير مثال على ذلك الخوارج في الماضي والدواعش حالياً ، فهل منكم أحد لا يعتبرهم على باطل ؟ رغم انهم من اكثر الناس زهداً في الدنيا.
ختاماً :-
١- لا تنخدعوا بالناس فقط لأنهم يصطنعون التقوى فكثير منهم اعوان ابليس ، وأكثر هؤلاء خطورة من يكفر الناس ويبرر قتلهم فقط لأنهم مختلفون عنه.
٢- إذا وجدتم مناضلاً على أبواب السفارات لا تظنوا به شيء بل تيقنوا انه عميل لهم.