بقلم : محمد الانصاري
اهلا وسهلا بجميع القادة العرب في بلدهم ، حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً ، قيادة البحرين وشعبها يرحبون بكم ، و لو كانت تجري الأمور بالأماني لوددنا ان تقيموا بيننا اياماً عديدة وسنون مديدة، فمحلكم قلوبنا قبل بيوتنا ، وان كانت الدعوة وصلتكم من ربان سفينتنا ابا سلمان حفظه وحفظكم الله ، ولكنها في الواقع تعبر عن دعوة من وجدان كل بحريني ، سائلين المولى العزيز القدير ان يوفقكم لما فيه خير الامة.
ايها القادة الأعزاء اننا وضعنا بين أيديكم امانة كبيرة ، وكلنا ثقة بكم ، فأنتم أمناء الامة وزعماؤها ، وأنتم ثقة الشعوب وحاملي لواء عزتها وكرامتها، و مهما كانت الأزمات التي نمر بها اليوم ، ومهما كانت الظروف القاسية المفروضة علينا ، إلا ان الشارع العربي يعول عليكم ، وإن عزمكم وإصراركم وتاريخكم آبائكم و مستقبل الأجيال القادمة كلها معقودة في نواصيكم وملقاة على عواتقكم.
لقد مررنا في العقود الثلاثة الماضية بمفترقات صعبة كان أعظمها عندما أقدمت دولة عربية على غزو دولة عربية أخرى ، ثم اشتدّت هذه الأزمة عندما قامت الولايات المتحدة الأميركية بغزو العراق، ثم وصلنا لمرحلة الانهيار الأمني والسياسي في نصف دولنا أثناء فترة ما يسمى بالربيع العربي ، حتى انقسمت السودان سودانيين ، واوشكت ان تقطَّع العراق لعراقين واليمن يمنين ، و أصبحت أجزاء كبيرة من ليبيا و سوريا و الصومال و العراق خارجة عن سيطرة الدولة.
كل ما جرى وما يجري وما سوف يجري من الازمات و التحديات دروس نستخلص منها العبر ، فلقد مرت أوروبا بحربين عالميين دمرتها تماماً واحرقت فيهما الأخضر واليابس، ولكن بعزيمة الجميع رجعت أوروبا بلادً عامرةً متحضرة متطورة قوية في كل المجالات، و العالم العربي الآن يمر بظروف مشابهة من خراب وحروب وتدمير وقد آن الأوان ان نتخذ قرارات ومواقف تكون منطلقاً لتغيير واقع الوطن الكبير و تعيد له أمجاده وتاريخه.
ايها القادة ان شعوبكم معكم ، و الجميع ينتظر منكم المبادرة و إتخاذ القرارات المصيرية التي يجب إتخاذها الآن ، الكل يتوقع منكم تعيدوا بناء الوطن كما فعل اليابانيون بعدما تعرضوا للاحتلال والتدمير وحتى القصف بالقنابل النووية، ان شعوبكم تتطلع لإعادة رونق وزخرف ومجد الامة ، وتذكروا إنَّ الله معكم وهو من قال جل جلاله موجه الخطاب إليكم يا أولي الأمر اولاً والى الناس جميعاً عندما قال : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )[ التوبة: ١٠٥ ].