DELMON POST LOGO

الجنسية البحرينية

بقلم : محمد الانصاري

الجنسية ليست مجرد وثيقة تستخدم في وقت السفر، والوطن ليس شركة يتوظف فيها الناس ليزيدوا من مزاياهم وأجورهم و ثرواتهم ، المواطنه هوية وإنتماء وعشق لا محدود ، وقناعة بأنك في حضرة الوطن حضيت شرفاً عظيم ، كما يعني أنك جاهز كي تموت دون هذا الشرف ، وأنك على أهبة الاستعداد للتضحية بكل غالي وثمين من أجل البلد الذي تنتمي اليه ، فهل انت كذلك ؟

قد يختلف الأخوة في دينهم و مذاهبهم و معتقداتهم ، وهذا حق كفله الدين والدستور ، وقد تكون الآراء السياسية و التوجهات الفكرية غير متفقة حتى في البيت الواحد ، إلا انه يبقى الوطن سقف يجمع كل المكونات ، فمن أخلص للوطن و إحترم المجتمع ، وإلتزم بثوابت الامة ، و لم يشق العصا فهو شريك في هذه الارض الطيبة لا محالة، ويستحق أن يكون من ضمن حاملي جنسيتها .

ولنكن صادقين مع أنفسنا لا يستطيع أن ينتمي شخص بشكل حقيقي لبلد ما ، إلا إذا ربط ماضيه وحاضره ومستقبله بهذا المكان ، وشعر بشرف الانتماء إليه ، وإختلط لحمه ودمه بأرضها ومائها و سمائها و شعبها كله ، وانتمى إليها بوجدانه وعقله، وافتخر بتاريخها وحضارتها وأمجادها ، و لعب في حواريها وشوارعها، ودرس في مدارسها.

ان جلالة الملك المعظم حفظه الله صدق وعده في عام ٢٠٠٠ ميلادية ، وذلك في بدايات تقلده الحكم بعد وفاة الوالد طيب الذكر صاحب العظمة المغفور له باذن الله تعالى الأمير عيسى بن سلمان آل خليفة عندما وعد بان يحل مشكلة كل من عاش على أرض البحرين وتربى فيها وأخلص لها ولم تساعده الاجراءات ان يحضى بشرف حمل جنسية البحرين.

ان شرف الانتماء للبحرين كبير ، خصوصاً لما لهذا البلد من تاريخ مشرف ، فمع بدء بعثة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أرسل مبعوثه الخاص الصحابي الجليل العلاء الحضرمي إلى البحرين لدعوتهم للإسلام فأسلموا جميعاً بدون حرب وشرط ، ومنذ ذلك الوقت والبحرين حاضرة العروبة والاسلام، أصيلة في انتمائها و متمسكة بدينها ، وهكذا هي في دستور الدولة وميثاق العمل الوطني.

اما فيما يخص توجه وزارة الداخلية لمراجعة قرارات منح الجنسيات الجديدة التي صدرت منذ عام ٢٠١٠ ميلادية حتى الآن، فلابد ان نعطي الوزارة الوقت الكافي الذي تحتاجه، خصوصاً ان هذه المسألة حساسة جداً، وتمس البلد بأكمله ، وكل ما يمكن فعله الان قيام كل شخص بواجبه ومسؤوليته ،  و الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع دون تهاون ، وسوف تعلن الجهات المختصة نتائج هذه الخطوة بكل شفافية للمجتمع.