- الاعتقال الأول في مطلع 1961 حتى نهاية 1962 داخلاً متعترك النضال الوطني والطبقي رغم انحداره من أسرة ثرية
- الاعتقال الثاني مع قيادات وكوادر جبهة التحرير 24-25 يونيو 1974 – جدا – سافرة – جو اطلق سراحه في ديسمبر 1979
- بين الاعتقالين كان منفى بيروت نائباً للامين العام المرحوم احمد الذوادي ومعهم المناضل عبد الله البنعلي
كتب – عباس هلال - عمّان
لم تكن الظروف متاحة بسبب جائحة الكرونا ان يقام له عزاء في وفاته في 24 يوليو تموز 2021 ، غادرنا في ظروف الكرونا بالمرض العضال ، كان متواصلا مع الأصدقاء والرفاق ولم يعلن عن مرضه معتصما بالثقة العالية ومثقفا عضويا ملهما لم يشبع بعد من المعرفة .
لم يكبر الرفاق بعدد السنوات والشهور ولم يكبروا بسبب المرض ، وانما كانوا كبارا بالنضال الديمقراطي كبارا بشعلة الوهج السياسي كبارا بأنين السجون كبارا بوهج السجون ، معتصمين بقوة العزيمة وباحلام وآمال وطنية وقومية واممية .
يوسف العجاجي ابا ياسر سليل الاسرة العربية التجارية والوطنية والتي تبرعت بسخاء للجيش المصري وقت مبكر بــ 8000 روبية + 4000 روبية + اخرى 4000 روبية ولاندية وطنية في مقدمتها نادي البحرين بـ1000 روبية ووو ..
ومنذ ان كان ابا ياسر طالبا في الثانوية في منتصف الخمسينات ابان النضال ضد الاستعمار وفترة المد القومي الناصري ، دخل معترك النضال الوطني والطبقي رغم انحداره من اسرة ثرية واصبح قيادي والرجل الثاني في جبهة التحرير مع رفيقه المرحوم الامين العام المناضل احمد الذوادي .
تم اعتقاله مع رفيقه الدكتور يعقوب جناحي في مطلع 1961 واطلق سراحه في نهاية 1962 بعد ابعاد رفيقه يعقوب جناحي ومحمد حسن ، شارك في انتفاضة مارس المجيدة 1965 .. وانتقل للسعودية مع رفيقه احمد الذوادي وقد سبقهما الرفيق عبد الله الراشد البنعلي – انتقل بعدها الى بيروت ولحقه عبد لله الراشد فيما استقر احمد الذوادي في القاهرة ناطقا باسم جبهة التحرير .
تواجده في بيروت اتاح له نشاطا سياسيا ودراسيا في الاقتصاد والمالية . كان فندق بنما بادارة ابو جورج و ام جورج مستقرا لهم ولنشاطهم منذ مطلع السبعينات – تعرفت على يوسف في صيف 1970 في بيروت ولقاءات محدودة في دمشق ، بعد ذلك عند زيارته للاخوة الطلاب في جبهة التحرير .
في بداية المجلس الوطني – البرلمان 1973- 1975 رجع المرحوم يوسف واحمد الذوادي وقبلهما عبد الله البنعلي
3
والذي كان على قائمة المرشحين في كتلة الشعب، وفي تصاعد الحركة العمالية بتاسيس نقابات 1974 والسياسية تعرضت قيادات وكوادر جبهة التحرير السياسية والعمالية لضربة اعقتالات 24-25 يونيو 1974 ( انظر القائمة المرفقة )
وبعد شهور تم اطلاق سراح الكثير من المعتقلين وبقى يوسف واحمد الذوادي وعباس عواجي في جده بعد فبرير 1975 عندما اطلقت محكمة تدابير امن الدولة احمد الشملان والدكتور عبد الهادي خلف .. وتم التجديد للثلاثة بعدما سجل الخمسة رفضهم لمرسوم تدابير امن الدولة ومحكمته بحضور المحامين النواب خالد الذوادي ومحسن مرهون ومحمد سلمان حماد.
في الضربة الاستباقية لحل المجلس الوطني في فجر السبت 23 اغسطس 1975 ووصول الكوادر اليسارية الى جده تم اللقاء مع الثلاثة وانضم بدر ملك وعلي الشيراوي لزنزانة يوسف العجاجي .. فيما كان ابرهيم سند ( حاكم جده كما اطلق عليه الضابط سمث متوسطا ساحة السجن بقامته كنخيل جده الباسقات ، ومجيد مرهون بدندانته البهيجة وخلفهما عبد الله جابر ). وفي نهاية ديسمبر ومطلع يناير 1977 تم ترحيل يوسف العجاجي مع الرفاق الى سافرة بعد قدوم الرفاق المعتقلين على خلفية قضية المدني واستشهاد محمد غلوم بوجيري وسعيد العويناتي .
بقى يوسف في سجن سافرة – القلعة – الصنادق – حتى 24 يونيه 1979 ثم ترحيل اخر للمعتقلين الى سجن جو ، وتم اطلاق سراحه في نهاية 1979 مع الكثير من الرفاق.
كان لابي ياسر حضورا في المعتقل سواء في جده او سافرة او جو متحدثا قارئا فترة توافر الكتب ( ماعدا سافرة لم تكن الكتب مسموحة ) مناضلا مع الرفاق في الكثير من الاضرابات وفي مقدمتها اضراب الامعاء الخالية ( الاضراب عن الطعام ) وفي العرائض المرفوعة لادارة السجن والشأن السياسي الخارجي ، كما احتفظ بعلاقات راقية – كانت فترة ما بعد الشهداء اكثر وحدة واكثر ارتباط نضالي وعاطفي للمعتقلين بشكل عام .
بعد خروجه من السجن مارس التجارة فتح مكتب له في سوق الاوراق المالية ، وتصاهر مع عائلة البسام بزواجه من الاخت العزيزة نوره البسام ام ياسر وكم كان جميلا توارث صداقات اولاد الرفاق بعد ذلك صداقة ياسر وسعد .
حضرنا افراحه بزواج ابنته لولوه في فندق الخليج بوجود الكثير من الاخوة في رفقة السجون ومن كوادر البعث حيث استمرت علاقاته الحميمة مع الكثير ، انشغل بعدها لاعمال تجارية في دبي مستمرا في ذات الوقت بشغف القراءة الدائم والمتواصل قارئا باللغتين العربية والانجليزية محتفظا بذاكرة اولمبية، بقى قويا متماسكا في مواجهة المرض العضال دون اعلام لم تهتز له رقبة .
- ليت القادة والكوادر لا يمرضون ولا يموتون لكن الحياة صحة ومرض وبقاء وفناء لكننا بفرض الواجب ولمسة الوفاء نستذكرهم ، نستذكر نضالاتهم ، نستذكر الذاكرة الوطنية المجيدة وحفظ اللهب الذي اشعلوه وتوريثه مشتعلاً ومتقداً للاجيال اللاحقة والمتلاحقة.
رحم الله الاخ العزيز الصديق الرفيق المناضل ابا ياسر
سيبقى خالد في ذاكرة الوطن ، ذاكرة النضال ، ذاكرة السجون
خالد قياديا في جبهة التحرير الوطني البحراني وفي معمعة النضال اليساري التقدمي ، خالدا في ذاكرة الاصدقاء والرفاق وفي سجل النضال الوطني .
الرحمة والرضوان والنور والضياء والغفران على روحه الطاهرة .