ناصر بن حمد : لم تتغير أهمية اللؤلؤ البحريني الطبيعي فلا يزال محط الأنظار ولا تزال " الهيرات " المشهورة تنتج المحار وتستقر عند من يقدرها
أصدرت شركة ميركل للنشر، اضخم كتاب مصور عن اللؤلؤ في البحرين بل في الخليج ويعتبر وثيقة تاريخية لصيد اللؤلؤ وانواعه وطرق صيده بالصور ما يعتبر تحفة فنية جميلة ممكن ان يضع الكتاب من افضل الكتب التي سجلت ووثقت صيد الؤلؤ في المنطقة .
يقول مؤلف الكتاب المكون من 355 صفحة ( 300 صورة ) ، في مقدمته " على مدى آلاف السنين ، ظل لؤلؤ الخليج العربي ، ولؤلؤ البحرين تحديدا ، محط انظار ومطلب التجار وبقية اهل الفخار ، يجري اصطياده في البحر بمشقة ، لينتهي الى تيجان الاباطرة والملوك ، وترصّع به حلي الاميرات والحسناوات في مشارق الأرض ومغاربها ... فربما لم يصل الغواصون في البحرين الى ما هو ابعد من " الهيرات " طيلة حياتهم ، ولكن لؤلؤهم الذي غاضوا له ، وكدّوا من أجله سافر نيابة عنهم الى كل الدنيا ، حتى صار يسعى اليه .
اللؤلؤ حتى ينتظم في عقد اوتحلّى به الاساورة والاقراط وقبل ان يطعّم به الذهب ، هو ثقافة صنعها الغواص ، ورجاله ونسائه ، وأحاطها المجتمع باكثير من العناية والرعاية حتى غدا ارثا من العادات ، والتراتبيات ، وطبقات متعددة من الداخلين في صناعته حتى المئة سنة الأخيرة تقريبا . فأوجد قاعدة عريضة من العاملين فيه ، من "قلاليف " ، و" نواخذه " ، و" غاصة "، و " سيوب " ، و " نهامة " ، و" طواويش " ، وتجار لؤلؤ جابو البلاد طولاً وعرضاً متباهين بما معهم من درر لا تضاهى .. لآلئ وأي لألئ ... انها لآلئ البحرين .".
يعرض الكتاب في نصفه الأول عن " رحلة اللؤلؤ " ويقدم لها الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب مستشار الامن الوطني ، ويقول " هذا الكتاب بمعلوماته الزاخرة وصوره الماضية والحاضرة التي ترافق صناعة اللؤلؤ من صيده الى ترتبيه ونضده ، بمواويل الرجال ، واهازيج النسوة والصغار ، والاشكال الفنية التي صاغتها الانامل الماهرة من لحلي والمجوهرات لا يسد فراغا في المكتبه البحرينية والعربية في شأن التراث ، وصناعة اللؤلؤ والفنون وحسب ، بل يتجاوز لذلك ليشكل إضافة نوعية نوعية نرجو ان تتوالي بعده الدراسات التي تكشف وتفسر هذا التاريخ بشكل عمل ، لاسيما ان صناعة الغوص قد توقفت في البحرين قبل 60 عاما ، الا انه لم تتغير أهمية اللؤلؤ البحريني الطبيعي فلا يزال محط الأنظار ولا تزال " الهيرات " المشهورة تنتج المحار وتستقر عند من يقدرها .
ومن ضمن الاشعار الشعبية التي تضمها الكتاب :
القلب مجروح منك يا عديل الروح
وعزي لمن هو سواي مبتلي بجروح
مالي عزا عنك يا بعد النظير تروح
انحلت جسمي وادعيت الظم خالي
امشي واهوجس واصفق باليمين خالي
ازعق بصوت رفيع ويرد لي خالي
واشوف حبط سطى بأقصى الضمير جروح
والقسم الثاني من الكتاب والذي بعنوان " مجوهرات اللؤلؤ " يستعرض فيه المؤلف اجمل الاطقم اللؤلؤ باشكالها المختلفة وبالوانها الزاهية ، مرفقا ببعض الاهازيج والامثال والحكم والشعر الشعبي والنبطي لاعطاء نكهة خاصة بالغوص واللؤلؤ على الكتاب .
القسم الثالث يستعرض الكتاب طواويش البحرين وتجار اللؤلؤ من مواطنين وأجانب ، ويرافقه قصة الغوض عن اللؤلؤ يشرح فيه الكاتب عبد الله خليفة الشملان، كيفية الاستعداد للغوص ، والرّكبة ، مناطق الغوص ، والبريخة ، وشرح عملية الغوص نفسها مع شرح لادوات الغوص وتفاصيل أخرى دقيقة عن الغوص قبل الانتقال الى كيفية تمويل صناعة الغوص ، وأنواع المحار ، وتقييم اللؤلؤ وبيعه ، ومحاكم الغوص وتسويق اللؤلؤ ، وإجراءات القفال ، مشفوعا بالاشعار التي تقال اثناء الغوص منذ البداية حتى النهاية .. كتاب يستحق ان يكون احد اهم الكتاب في مكتبة كل بحريني لمعرفة كيف كان اجداده يعملون ؟ قبل النفط ومحط الباحثين وخصوصا الأجانب لمعرفة تفاصيل صيد اللؤلؤ في المنطقة.