بقلم : محمد الانصاري
ظاهرة جديدة برزت وإتسع انتشارها في المجتمع العربي والإسلامي لدرجة يمكن وصفها بالوباء الكارثي ، حيث أصبح عدد ليس بقليل من رجال الدين و أشباه رجال الدين يمتهنون الظهور في السوشل ميديا بشكل مبتذل وغير لائق ، وكأنهم فاشونستات ، ليس بهدف الدعوة ونشر علوم الدين ، بل من أجل عمل الترندات و الفرقعات الإعلامية وزيادة عدد المشاهدات و المتابعين.
هؤلاء المشايخ خرجوا عن الرزانة وخلعوا ثوب الوقار بعد ان اشتغلوا رداحات كما يفعل أراجوزات الإعلام الفاشل ، عملهم الوحيد هو طرح المواضيع التي تسبب الخلافات والفوضى وكثرة الردود ، لانه وكما تعلمون هذه وسيلتهم للتربح بهذه الطريقة.
مشايخ السوشيل ميديا من دول مختلفة، وهم الآن اصبحوا ظاهرة منتشرة، بعضهم في التيك توك وبعضهم في التليغرام وبعضهم في الإنستغرام ، و كل يوم يثيرون مواضيع ما أنزل الله بها من سلطان، لا تخدم و لا تفيد ، بل فقط تسبب الفتن و النعرات الدينية والاجتماعية والطائفية.
لقد أصبح واجباً على الجامعات و المؤسسات الدينية الحصيفة و الرزينة أن تعلن موقفها من هؤلاء، وأن تفضح سلوكهم المشين و وسيلتهم الرخيصة في جمع الأموال وصناعة الشهرة ، ولو قسنا ضررهم على المجتمع فهم ليسوا بأقل من ضررا الأرهاب أو المخدرات أو حتى كليهما مجتمعين.
وقد تطور الأمر حتى صار بعض هؤلاء المشايخ لديهم فريق من المصورين و المسوقين والمطبلين لهم في وسائل التواصل، شغلهم الوحيد اقتناص الفرص لصنع المواد الإعلامية التي تثير الضجة ، وقد نجحوا وللأسف الشديد في خداع البسطاء من الناس ، كما قد صار لهم أتباع ومريدين، كما صار بعضهم يجمع التبرعات ولا ندري لمن ، ومنهم من يخرج على البث المباشر ليسب ويلعن.