بقلم : محمد الانصاري
تمر المنطقة كلها بمرحلة صعبة وحساسة، تستدعي سعة الصدر و الحكمة والتكاتف من الجميع، كما تستدعي وأد الفتن والمحافظة على بلداننا آمنه و مستقرة بعيداً عن الحروب والصراعات و الأزمات التي تعيشها المنطقة ، وأن نبني الاحترام والثقة المتبادلة بين أطياف المجتمع .
إن إشعال الأوضاع المحلية سوف يؤجج التوتر في المنطقة و يوسع دائرة المتضررين منها دون جلب الفائدة لأحد ، وقد مررنا خلال العقد المنصرم بأزمتين كبيرتين إحداهما داخلية في فبراير ٢٠١١ ، و أخرى خليجية ، وها نحن وبحمد الله رغم كل الصعوبات نحاول ان ننتهي من الأزمة الاولى ولا نريد ان يعرقل طيها شيء، كما مضينا بفضل الله في حل الأزمة الخليجية وعادت الأمور طبيعية كما في سابق عهدها.
المواقف السياسية في الشأن العام هي مسؤولية وطنية كبيرة وحساسة لا يجوز ان يتقاذفها الناس بطريقة قد تضر بأمن و سلامة الوطن ، كما ليس لأي شخص الحق من أي طرف كان في أن يشعل الساحة السياسية الداخلية تحت أي عنوان، لأننا متفقون جميعا على ثوابت محددة ، ولذلك يجب أن لا يعبر عن رأينا إلا العقلاء و المدركين للمصلحة العامة.
إخواني ليس هنا الحديث عن مواقف مختلفة في القضية الفلسطينية أو اللبنانية وحتى السودانية و الليبية ، وكلنا مع حقوق الشعوب العربية، ولا نختلف حول إدانة قتل المدنيين والأبرياء والوقوف معهم ، ولكن كل ما في الأمر باننا لا نريد ان نحول أنظار العالم الى خلافات داخلية بين أطياف المجتمع، أو تجاذبات بين الافراد حول تفاصيل نحن متفقون على جوهرها.
لسنا هنا لنزايد على بعضنا، ولسنا في معرض الدخول في سجالات لا تنتهي ، فكلنا أبناء هذه الأرض الغالية، وكلنا محبين و مدافعين عن قضايانا العربية والإسلامية ، إلا أننا ومن خلال تجربة عميقة بتنا مقتنعين انه لابد ان نحل كل المسائل بيننا بود ومحبة و نتمسك بوحدتنا و نجنب البلد أي أزمة تشغلنا عن التنمية و البناء والإزدهار الذي سوف يمنحنا القوة والمال لمساعدة اخواننا وأشقائنا .
دعونا لا نصب الزيت على النار فالأمر غير مفيد ، و لنسارع في علاج ما تبقى من زوايا وملفات وطنية في مختلف المواضيع ذات الطابع الشعبي، و لنتجاوز مرحلة ثقيلة مرت بنا خلال الأعوام الماضية، نحملها شعلة ووقود لحاضرنا ومستقبل أبنائنا ، ولتحيا البحرين وشعبها وقيادتها تحت راية الإسلام والعروبة و المبادئ الإنسانية والتلاحم الخليجي.