DELMON POST LOGO

الوطني في اصدارها الجديد : الحياة مجرد كتابة نقدم عليها لتمدنا بالجديد كالربيع ،من ادرك سر الكتابة تلاشت غياهب العتمة

صدر حديثاً عن دار " فراديس " كتاب قصص قصيرة ، جميلة حمل عنوان " البحر يحررني " للكاتبة الدكتور جميلة الوطني ، والكتاب جديد في موضوعه ومضمونه لانه يحتوي على 25 قصة واقصوصة قصيرة جدا بمقاييس مختلفة ومواضيع متعددة تغطي حوادث اهل البحرين من جيدها وسيئها.

يعتبر الكتاب الاخير هو الاصدار العاشر لهذه الكاتبة التي ساهمت في المكتبة البحرينية بعدد كبير من الكتب الادبية والقصص و الروايات بعضها فاز بجوائز محلية ودولية والبعض الاخر تحول الى مسرحيات فازت ايضا بجوائز عربية  ، القصص تتراوح بين قضايا اجتماعية وفنية ونسائية وسياسية ، بعضها خاص جدا بالنساء والبعض الاخر للشباب ومعظم القصص تعالج قضايا نعاني منها في هذا البلاد ، ولم يخلو الاصدار من قصة عن احداث غزة تصف فيها حالة الدمار .

اهدت الكاتبة الاصدار الى كل التائهين الذين سلكوا طريقاً تسكنها اجنحة الفراشات ، لينفضوا الوجع اللعين ويقبروا الحزن الدفين .. وقالت في مقدمة الكتاب : " الحياة مجرد كتابة ، نقدم عليها لتمدنا بالجديد كالربيع ، من ادرك سر الكتابة ، من سار في كوكبها سيسير نحو الضوء المتلالئ في غياهب العتمة ".

اهم القصص في الكتاب والتي اخذت عنوانه هي " البحر يحررني "  تقول فيها : ( معه شعرت بالتحرر ، كسرت القيود ، خلعت صندلها ، لامست قدماها الموج ، صنعت واقعاً جديداً ، رسمته باصداف البحر ، زينته بسحر امواجه ، لم تغادر عيناها ذلك الوحي ، ارتضته لنفسها ) .

وقد اسمت قسيمة الزواج بالوثيقة وتقول : سرحت بعيدا ، رأت صورة زوجة مكبلة تنتظر مصيرها بوثيقة ، ظل قلبها البكر ينتظر حريته ، كل حياتها تتقلّص في ليال تكشف الخدعة الكبرى، كانت محتجزة اجبارياً في بيتها تنتظر عودته لتحقيق الرغبات ، تتذكر مراهقتها ، كيف رسمت وجهه وردة بيضاء في قلب كبير يحتضن اسمه ، حفرت حرفه على دفترة وكتب مدرستها ، على شجرة منزلها ، اغصانها تحميه من قيظ الغياب.. لكم تلاعب بقلبها ! استغل ضعفها ، بدت ضائعة.

بادلها الاهمال النرجسية الغرور ، جنون العظمة ، وجدت نفسها في معيّة شخص لا تعرفه ، ضلّت سبيلها منذ تزوجته ، هاهو يمزّق الوثيقة بكلمة " طالق " .. عليها مهمة كبيرة تقع على عاتقها اطلاع العالم على الحقيقة ،،، البحر لم يعد بحراً ، لا ماء ، لا قوارب ، فقط تربة غطت قيعانه ، ماتت اسماكه ، كما مات في قلبها .