العوضي : اصبحت من كبار التجار في المنامة وحصلت على الجواز عام 1949 رغم ولادتي في لنجة
تاريخ البحرين والهند وايران وافغانستان ولنجة والكويت ودبي
يقول جامع مذكرات " محمد بن عبد الرحمن العوضي" ، الدكتور علي الصوفي ، بان محمد بن عبد الرحمن العوضي ترك وراءه بعد ستين عام من العمل الادبي ، تاريخ ومذكرات وسجل الاحداث التاريخية وكتب الاراء السياسية و في الادب من القصائد و والمواضيع عن المسرح .
محمد عبد الرحمن العوضي من كبار التجار في البحرين ، وكان وكيل مكينة الخياطة سنجر في البحرين ولنجة ، وهو الشخصية الذي عاش وعمل بين ضفتي الخليج الفارسي والعربي ، والكتاب جزء من اعماله ومذكرات كتبها بخط يده باللغة الفارسية تم ترجمتها من قبل الدكتور علي الصوفي والمهندس حامد العوضي ، .
الكتاب يحتوي على رحلاته ومغامراته الى الحج وكراتشي والبنان وفلسطين والبصرة والكويت والهند ومدن ايران وبه فصل كامل عن الصراع العربي – الاسرائيلي عام 1931.. به تاريخ البصرة منذ الخلفاء الراشدين الى الوقت الحاضر. ساهم في بناء وتطوير فرضة دبي في الفترة 1901-1927 واطلع على الخلافات بين العائلة الحاكمة في تلك الفترة وغادر دبي للبحرين للرزق وسكن بنها .
ولد محمد العوضي بعام 1887م في بندر لنجة لعائلة من الطبقة الوسطى ، كان جده الاكبر يسكن المدينة مع الشيخ حسن المدني قبل انتقاله الى مدينة نخيلو جنوب فارس ، ثم انتقل الى مدينة لار بمحافظة فارس واستقر فيها.. وبسبب الاحداث انتقل الى لنجة حيث ولد محمد العوضي فيها.
بدأ حياته في الاعمال التجارية ( عمل الاجداد ) وقام برحلات مع والده وتم ارساله الى دبي وهو بعمر 13 سنة ، التي عمل بها 12 سنة .
اشتغل بالشحن والتفريغ بدبي ، ولان علاقته غير جيدة مع الانجليز طلبوا منه التخلي عن الوكالة التجارية والنقل في دبي والبحرين واستبدل بشخص اخر اسمه عبد النبي كربلائي بوشهري .
عام 1912 عمل وكيل ومسوق لمتجات شركة نفط الانجلو – بيرتش مع الحاج حبيب عبد الرضا لاري في بندر لجنة حتى 1922.
تزوج من احدى اقاربه عام 1918 في بندر لنجة ، وفي 1920 رزق بولد وحيد اسماه عبد الرحمن .،، بعدها غادر موطنه الى دبي ثم البحرين حيث اصبح من كبار التجار في المنامة .ثم غادرها الى البصرة والكويت وعاد الى لنجة ثم البحرين.
في البحرين عمل بالاستيراد والتصدير للمواد الغذائية مثل الرز والشاي من ايران بواسطة مكتب ابن عمه ابراهيم العوضي في خرمشاه – المحمرة.
في عام 1933 تخرج ابنه من المدرسة المحمدية ببندر لجنة ، وبعد عام اجبر على تبني اسم عائلة كايراني الى لقبه بــ " علي نيا " وفي عام 1936 انتقلت عائلته من بندر لنجة الى البحرين لتستقر فيه.
بعد اثني عشر عام ، اي في عام 1948 ازدهرت اعماله وزوج ابنه عبد الرحمن وقام ببناء منزله الخاص في حي العوضية في البحرين وامضى فترة حياته في كتابة مذكراته .. وتم تعينه عضو في مجلس امناء امتحانات المدرسة الايرانية في البحرين.. وحصل على الجواز البحريني عام 1949.
في منزله مكتبة كبيرة بها مجموعة كتب والمجلات بمختلف اللغات ، العرية والفارسية والانجليزية والاردية .
الكتاب والذي هي عبارة عن مذكرات كتبها في فترة حياته عن احداث مهمة حدثت في البحرين ودبي وفلسطين والبصرة والكويت وايران والبصرة .
خصص العوضي فصل كامل ، عن البحرين ، كتب عن الارض والزراعة والحكم والادارة الحكومية ، الابار الارتوازية ، وخدمات البلدية ،ونجازاتها ، ودائرة المعارف والمنتدى العربي الذي اسسه الشيخ عبد الوهاب الزياني ومحاكم البحرين ومصاريف ونفقات الدولة ، والغوص وتعريفات اللؤلؤ وانواعها ووصفها ، ومغاصات اللؤلؤ في تلك الازمنة ، واقسام الغوص والمصطلحات المستخدمة في مهنة الغوص ، وتوزيع ارباح الغوص ،وطرق تشذيب وصقل اللؤلؤ في السوق الاوربي وتجار اللؤلؤ .
كما يصف جولة له في ارجاء مدينة الحد والرفاع وقلعة البحرين والصخير .
وعرج العوضي ايضا على سياسات الحكمة الانجليزية في البحرين وعزل حاكم البحرين الشيخ عيسى بن علي ال خليفة والادعاءات الايرانية حول البحرين ، وعرض نصوص خطب رئيس وزراء ايران وبريطانيا بهذا الخصوص ورد الحكومة الايرانية .
كما عرض احداث حدثت في البحرين من برد ووفيات .. وتحدث عن الاسباب التي دعت البريطانيين في استيلاء ال ثاني على الزبارة.
كانت للقضية الفلسطينية مكان في المذكرات ؛حيث كتب احداث العالم في عام 1931 ،وشرح اساس النزاع بين العرب واليهود بغلم المؤرخ الشهير محمد عبد الله غسان.. شرح فيها كيفية مساهمة الانجليز في تثبيت اليهود على فلسطين حينها وقبل الحرب 1948.
شارك كل من الدكتور علي الصوفي ، والمهندس حامد العوضي في كتابة واعداد هذه المذكرات التي كتبت بالفارسية وتم ترجمتها باللغة العربية.
ظلت تلك المذكرات للراحل العوضي في بيته القديم مدفونة لمدة 40 سنة قبل ان يقوم الكاتبان اعلاه باعدادها وتوثيقها في كتاب من مجلدين شيقين .. المذكرات تتكون من جزئين ، وهذا تلخيص الجزء الاول.