DELMON POST LOGO

منظمة مجلس التعاون .. شجرة مثمرة وضمان للمستقبل

بقلم : محمد الانصاري

في 25 مايو 1981 ميلادية إجتمعت الإرادة الشعبية والرسمية ل سن دول عربية في منطقة الخليج لتأسيس منظمة تجمعهم و تنسق بينهم في المواقف السياسية و الأمنية والأقتصادية وصولاً للوحدة كما ورد في المادة الرابعة من النظام الأساسي لمنظمة دول مجلس التعاون العربية وهم البحرين والسعودية والإمارات والكويت وقطر وعمان.

منذ تأسيس هذه المنظمة المهمة والحيوية حققت البحرين كما باقي دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية العديد من المكاسب على مختلف المستويات، فقد كان مشروع جسر الملك فهد الذي أفتتح رسميا في عام 1986 ميلادية إحدى الثمار الرئيسية لاتفاقية دول مجلس التعاون ، وخصوصاً إذا ما قسنا إسهامات هذا الجسر في دفع الاقتصاد البحريني و تنمية الاستثمارات الخليجية البينية .

كما كان للقناعة الصادقة من قبل دول مجلس التعاون في تنمية القوة الدفاعية المشتركة ، دوراً جوهرياً في تطوير القدرات العسكرية و الأمنية لهذه الدول و حمايتها وانقذها من المخاطر المتزايدة التي تحيط بالمنطقة ، وقد كان أبرز مشاركة لهذه القوات في  عملية تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي في عام 1990 ميلادية، حيث كانت جيوش دول مجلس التعاون مرتكزاً اساسياً في عملية التحرير ولاحقاً أمن وإستقرار الإقليم .

كما كان لمشاركة الدول الست في تأسيس جامعة الخليج العربي دوراً حيوياً في الارتقاء بمستوي مخرجاتها ، ودافعاً لتعزيز موقعها العلمي على الصعيدين الإقليمي والدولي ، حيث كان لتظافر الجهود العلمية والبحثية المشتركة في مختلف المجالات دوراً تكاملياً في تعزيز التنمية الثقافية و العلمية التي بزغ نورها في ظل تنافس نخب المتفوقين من طلاب ومنتسبي الطب والدراسات العليا من أبناء وبنات الدول الأعضاء.

و أسفرت الجهود الخليجية المشتركة في تأسيس العديد من المشاريع الكبرى في المجالات المصرفية و التجارية و الصناعية ، و مثال ذلك شركة الخليج للبتروكيماويات " جيبك " التي يقع مقرها في منطقة سترة ،  حيث تعد هذه الشركة ثمرة من ثمار هذه الشجرة المباركة ، وهي مثل الكثير من الشركات والمؤسسات المشتركة التي تأسست بجهود الحكومات أو القطاع الخاص أو حتى الاشخاص في دول الخليج ، والتي ساهمت في زيادة مداخيل دولنا ، و أسهمت في تنويع إقتصادات دول الخليج العربية.

ان هذه المنظمة باتت تلعب دوراً كبيراً فى المنطقة، وهذا الدور لابد من تنميته وتعزيزة عبر المزيد من المشاريع الاستثمارية والصناعية  ، كما لا بد لنا ان نطور تعاوننا الدفاعي المشترك لنصبح قوة عسكرية و أمنية كبيرة وقادرة على مواجهة التحديات العالمية في ظل الظروف الراهنة التي تمر فيها المنطقة بشكل عام وخصوصاً في تلك التطورات العالمية التي على وشك أن تتمخض بولادة نظام عالمي جديد.