DELMON POST LOGO

الدعوة إلى تعزيز الجبهة الداخلية ..

بقلم محمد حسن العرادي - البحرين

في ظل الأوضاع المتوترة التي تخيم على المنطقة، والتي تتأثر بها شعوب ودول المنظومة الخليحية، فإن من المطلوب العمل الجاد على تبريد الساحة، ونزع فتيل التوتر من خلال خفض التصعيد والانفعالات السياسية، خاصة إذا عرفنا بأن المتربصين بمنطقتنا يتزايدون بسبب الأطماع الاستعمارية التي يحملونها تجاهنا، سواء أعلنوا ذلك أو أضمروه وخططوا له سراً، وبعيداً عن الادعاءات الكاذبة التي يسوقها الإعلام الغربي والناطقين بإسمه، بدءاً من أمريكا وانتهاء بإنجلترا، فإن كل ما يهم الدول الغربية هو فرض هيمنتها وحماية نفوذها في المنطقة وحماية مصالحها المتمثلة أساساً في استمرار تدفق النفط لأسواقها بالأسعار التي تناسبهم.

لقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الغرب المتوحش لا يمانع أبداً في استباحة دمائنا وسفكها كل يوم، وهو ما يحدث أمام نظر العالم في فلسطين ولبنان، من أجل تثبيت تفوق هذا الغرب وإحكام سيطرته على شعوبنا العربية والإسلامية وكبت تطلعاتنا للمستقبل، حتى لو أدى ذلك إلى إرتكاب المجازر وحروب الإبادة الجماعية كما تفعل دولة المستعمرة اللقيطة منذ أكثر من عام كامل أمام صمت مريب من حكومات هذه الدول بل وتشجيع ودعم منها، لقد انتهكت الدويلة المستعمِرة كافة القوانين والقرارات الأممية الصادرة عن مجلس الأمن والأمم المتحدة ومؤسساتها تحت حماية أمريكا وحلفائها، وأمام نظر العالم تم العبث بكافة قوانين حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية التي سوقها الغرب طويلاً خدمة لمصلحته.

إننا نعي حجم الإستهداف الذي يتربص بنا وببلداننا،  ونعرف الجهات التي تقف وراءه، كما ونعرف بأن هناك من يريد إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية بين صفوفنا وفي منطقتنا بشكل عام، بعد أن فشلت محاولاته السابقة على مدى عقود من الزمن، من خلال الحروب الطاحنة التي أشعلها أو تسبب فيها وقادها من أجل استنزاف ثرَواتْ المنطقة وإضعاف شعوبها وإبقائها أسواقاً إستهلاكية خاضعة لمشيئته وقراراته وبضائعه، لذلك يجب علينا أن نحرص على عدم مساعدته في تحقيق الفتنة التي يريدها، والمسارعة في تجسير الهوة والخلاف في المواقف بين الشعوب والأنظمة.

إن أمام شعوب هذه المنطقة وخاصة في حوض الخليج العربي تحديات جمة يجب التعامل معها بيقظة تامة وانتباه كامل حتى لا يتم إستدراجنا مرة أخرى لمزيد من الخلافات الداخلية والحروب والصراعات القاتلة التي لا تستهدف منجزات بلداننا والبنى التحتية لدولنا فحسب، بل تعمل على تشتيتنا وتفريقنا وإشغالنا بالفتن ما ظهر منها وما بطن، وتعمل على استفزازنا أمنياً وسياسياً حتى ننشغل ببعضنا البعض بدل كشف المؤامرات الخارجية التي تحاك ضدنا.

وعليه فإن جميع الجهات الأمنية الرسمية والسياسية الشعبية والأهلية مطالبة بالهدوء وتبريد كافة الساحات المتوترة، وضبط الانفعالات العاطفية المحتقنة حتى لا نقع في الفخ المنصوب لنا، ونتمكن من إجتياز هذه المرحلة الصعبة والحرجة بأقل الخسائر، وإذا كان الصهاينة يفكرون في توسيع مشروعهم الإستيطاني ليشمل العديد من الدول العربية حسب الخارطة التي يروجونها ويضعونها على ملابس جنودهم، فلا أقل من أن نساهم جميعاً في العمل على تفويت الفرصة عليهم من خلال المحافظة على تماسكنا المجتمعي وصد محاولاتهم لاختراقنا وتأليبنا ضد بعضنا البعض.

مطلوب أن نتعاون على إفشال مخططاتهم لتأجيج الخلافات السياسية بين الشعوب والأنظمة في مختلف الدول العربية، من خلال المزيد من التعامل المرن وإتاحة الفرصة والحرية للتعبير عن المواقف التضامنية مع أشقائنا العرب، وخاصة في الدول التي تتعرض للاعتداءات الصهيونية الإرهابية بشكل يومي التي تقتل البشر وتدمر الحجر كما يحدث في فلسطين ولبنان، حتى لا يجد الأعداء المزيد من الثغرات التي يستطيعون النفاذ منها لإرباك جبهتنا الداخلية وتخريب وحدتنا الوطنية.