DELMON POST LOGO

البكّاؤون .. ممارسة شيعة البحرين لطقوسهم وعاداتهم الاجتماعية والثقافية والسياسية .. ادب وفن وثقافة في رواية شاملة

علاقات الشيعة بالبهائيين وجماعة السفارة والعجم وجمعية الوفاق

❞ لكن نزاهته بقيت لا يرقى إليها الشك، يسير رافعًا رأسه، واثقًا أن نضاله وسجنه ونفيه ودخوله البرلمان ما كانت إلا محطات لا بد منها في سيرة حياته. ولعل سياسيًّا متقاعدًا، ونائبًا سابقًا في البرلمان مثله، ينبغي أن يؤلف كتبًا.

❞ أن يؤلف كتبًا، أو يكتب في الصحافة، أو يحاضر في المؤتمرات، وبدلًا من ذلك يقضي جل وقته في مأتم آل كاظم، يجلس على الجانب الأيمن من المنبر، في الزاوية نفسها التي جلس عندها أبوه الراحل ❝

بهذه المقتبسات ، ادخل الروائي عقيل الموسوي جانب من أدوار السياسيين لاعضاء بجمعية الوفاق الإسلامية في العمل السياسي في البحرين .

رواية تتكون من 370 صفحة ، من الحجم المتوسط ، عبرها تستطيع استكشاف ما يدور داخل البيت الشيعي البحريني الداخلي ، من افراح واتراح ، حب وعسل ونواح ، وعلاقات اجتماعية متعددة مع الغير ، من روائي اباه سيد ورجل دين وخطيب ومؤلف وهو طبيب اسنان الدكتور عقيل الموسوي .

تشمل الرواية علاقات اهل البحرين الشيعة بجماعة البهائيين ، وبجامعة السفارة ( جماعة التجديد ) وتتخللها علاقات اجتماعية متعددة وخصوصا العلاقة مع المأتم والحسين والعزاء واللطم ،،، والخلافات الشيعية داخل البيت الشيعي ونقد مبطن لبعض الممارسات .

تتكلم الرواية أيضا عن جماعة البهائيين ، والعلاقة بهم ، والزواج منهم : " شعرت به بغريزتها الأنثوية، يجيء ويروح بين المكتبة وقاعة الدرس، تلمح في نظراته هيامًا، نظرات جاتسبي نفسها التي وجهها إلى حبيبته ديزي في رواية «جاتسبي العظيم». عرفت أنه عربي، وتخيلته سليل سلاطين غابرين، والثلمة في ثنيته العُليا توحي بسوابق في الشقاوة. تعمدت الضحك قريبًا منه لإثارة اهتمامه، وكان يتحفز ليقول شيئًا، ثم يتراجع بالعًا لسانه. استمتعتْ بأمره كتسلية، ولما عجز أن يصرح بشيء، شعرت بالضيق، وأحيانًا بالمهانة، وتخبطت في هواجسها، بل حقدت عليه، حتى أنها فكرت في طريقة لإذلاله.".

خط الكاتب الدكتور نادر كاظم مقدمة الرواية " ليست رواية تاريخيّة، بل ربما كانت ضدّ التاريخ، ومع هذا، فهي تنهض على التاريخ، على تاريخٍ تراجيديٍّ بعيدٍ صار حدثًا يوميًّا لفرط حضوره، روايةٌ تتعانق فيها تراجيديا الدم وفوران الدّمع في المآقي مع الحب الرومانسي الجارف، وتتناسل أحداثها من قلب المنامة القديمة، ومن ذاكرتها الغنيّة بكل شيء، ومن سيرة أهلها وأحلامهم وإحباطاتهم وصراعاتهم. إنها رواية مكتنزة بشخصيات عديدة تشعرُ أنك تعرفهم فردًا فردًا لفرط واقعيتهم المألوفة، غنيةٌ بالتفاصيل الاجتماعية والسياسية والطقوسية، ومهمومةٌ بسيرة مجتمع تقليدي جدًّا، لكنه ينفجر فجأةً على وقع ثورة دينية تندلع في الجوار. يتحرّك الزمن في الرواية جيئةً وذهابًا بين الماضي والحاضر، بين السياسة والمجتمع، بين الطقس الديني والحب، لينسج مصائر ثلاثة أجيال متنافرةِ الأفكار والأهواء والاتجاهات، أجيال تختلف في كل شيء، ولا يوحِّدها سوى البكاء والدمع سريع الجريان. " .

عن اغلاق جمعية الوفاق : ❞ تراجع الحاج جواد إلى مواقع خلفية، شيئًا فشيئًا تقاعد عن السياسة، أصدرت محاكم البلاد أمرًا بغلق جمعيته السياسية المعارضة، والصحيفة المعارضة التي تعوَّد أن ينشر فيها آراءه، لكن نزاهته بقيت ❝

وأشار المؤلف الى موضوع جمعية التجديد وقبلها جماعة السفارة قائلا : ❞ أعطاه الكتاب في ساحة المدرسة، وعلى مرأى من الطلبة، إلا أن صادق حدَّس بجدية ما يجري، فأخفى الكتاب بين دفاتره، لا بد أنه سمع عن جماعة الأستاذ التي يتهمها البحارنة بالابتداع، جماعة يدعي زعيمها أنه سفير للإمام المهدي، ❝

وفي الحوار مع عضو الجماعة :

- هب ان اماما معصوما يدعوك ان تكون في جماعته ، فيماذا تقول ؟

- أقول نعم لمولانا الامام عجل لله فرجه

- نحن جماعة نؤمن بان ملانا الامام المهدي حي وقائم بيننا ، ولا يستحيل الاتصال به من قبل المؤمنين .

هكذا بدأ تجنيد الشيعة ليكونوا من ضمن الجماعة ، واعطاه كتاب " بناء القادة في منهج اهل البيت " وطلب منه يكتم ما سمع.

(فقهاء الشيعة رفضوا جماعة باب المولى ، اعتبروا رأيهم فاسداً ، واحتجوا عليه بانه لا سفارة للامام  المهدي في عهد غيبته الكبرى، وحصلوا على فتاوي من فقهاء العراق وايران ولبنان تؤكد ضلالهم، وحثوا الناس على مقاطعتهم) ،

وعن العلاقات الاجتماعية :

❞ لن تنسى زهراء فظاظة أخيها جواد حين دفعها لكي ترتدي الحجاب، وإصراره على تزويجها برجال من معارفه، من دون أن يهتم ليفهم روحها كامرأة، وعارض بشدة الحرية التي تمتعت بها، تمشي في الحي بكعب عالٍ، وتنورات ميني جوب قصيرة، وشعر ❝

تحدثت الرواية عن جماعة الشيرازيين وخلافهم مع الولائيين ، المشروع الإصلاحي والمشاركة والمقاطعة .. الاب الذي هو سليل جماعة القومين العرب والذي يختلف مع ابناءه الذي تبنوا الأفكار الولائية بعد نجاح الثورة الإيرانية .

يختتم الدكتور عقيل الموسوي روايته باحداث 2011 بشكل سريع تشمل استقالة نواب الوفاق من البرلمان وسجن بعضهم والى اغلاق جمعية الوفاق بامر قضائي ، وحتى فرحة البحرين عام 2019 بفوز البحرين بكأس الخليج لأول مرة في تاريخيها.

بعض النقاد قالوا : كتب الدكتور نادر كتابه الشهير " المنامة لا تنام " يتحدث عن الأشياء والأماكن ،،، والمؤلف عقيل يتحدث عن الناس داخل المنامة ، عن علاقات الناس فيما بينهم ،،، خواطر لا يعرفها الا عضو من الجماعة نفسها .. علما بان البكاؤون ،،، اول من اطلقها على الشيعة هو الكاتب فهمي هويدي عندما زار ايران بعد انتصار الثورة فيها على شاه ايران عام 1979.

المؤلف عقيل الموسوي