DELMON POST LOGO

خولة مطر في ندوة نادي العروبة : كل وسائل الاعلام التي نعتبرها محايدة وديمقراطية اخذوا برواية العدو وسرديته المنحازة

اختتمت الدكتور خولة مطر  محاضرتها التي قدمتها بنادي العروبة مساء امس بعنوان " الاعلام وسيلة سلم ام أداة حرب ؟  بالقول  " بان السابع من أكتوبر خلق حاجة الى إعادة نظر في العديد من المفاهيم الدولية ، والقانون الدولي والاعلام وحقوق الانسان والحيادية والاعلام  الغربي المستقل والصورة الصادقة بعد التزوير الذي رأيناه ، ونحن بحاجة الى نظام عالمي جديد ، لقد سقطت اكثر من مؤسسة اممية بعد السابع من أكتوبر 2023 ، بما في ذلك مجلس الامن والأمم المتحدة ، ويجب ان تكون هناك مراجعات حقيقية عن تلك المفاهيم والتحولات ، لاسيما بعد ان ساهمت تلك الدول في اسقاط خمس دول عربية هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا ، ومع تفرج الدول الكبرى التي لها حدود مع إسرائيل بل أصبحت مدافعة عن العدو او تمنع وصول المساعدات لاهلنا في غزة .

صحفيون ( من قناة الميادين وقناة المنار )  قتلوا وهم نيام في منازلهم بلبنان قبل يومين ، مصورن قتلوا وهم يؤدون واجبهم المهني الصحفي لنقل ما يدور في جنوب لبنان للعالم ، مقتل 200 صحفي في غزة  فقط لانهم نقلوا الحقيقة .. وصحيح من قال ان ما نتلقاه قبل 7 أكتوبر يختلف عما بعده .  "

وقد بدأت محاضرتها بالقول بان لا صمت للحكومات والشعوب العربية على ما يجري ، بل اتفاق على حرب الإبادة وما كشفه الصحفي الاستقصائي الأمريكي لجولات وزير خارجية أمريكا بلكن فضائح !! ، واصبح الاعلام لا وسيلة سلم ، او أداة حرب ، اصبح " أداة كسب " وسيلة لكسب المال !!.

وهناك قصة شهيرة لمراسل نيويورك تربيون في كوبا عندما قال : الوضع هادئ في كوبا هل اعود ، قال له رئيس التحرير لا تعود ، ساخلق صورة واخلق حرب .. وحدث ما حدث في الحرب الاسبانية – الامريكية .. والضحية الأولى في الحروب هي الحقيقة .. الحقيقة التي تختلط بالنفاق والمجاز والكذب.

وأضافت ، ان الاعلام في حالة السلم ، يبدو قادر على قبول الاختلاف في وجهات النظر في المؤسسة الواحدة ، وبين اعضاءه ، حتى السياسات والمواقف ، بالمقابل فان الاعلام في حالة الحرب بخلاف ذلك ، الجميع يصبح جنود للمؤسسة لهذه الحرب ، بخلاف اعتبار ان الاعلام كوسيلة يجب ان يكون محايدا وحكما وغير منحاز لاي طرف.. وسقطت مقولة : الكلمة لا تكذب ، والصورة لا تكذب في حرب الإبادة على غزة ، والسردية الإسرائيلية والتي تبناها الغرب لحرب الإبادة على هذه الأرض .

وضربت مطر ، مثلا بان نابليون بونابرت عندما غزا مصر اخذ معه مطبعة ،،، لكتابة رواية المستعمر ، بالإضافة  الى اداوته الحربية ، هناك أدوات  إعلامية ، وعندما ينسحب بجنوده من بلد ما تبقى الأجهزة تنقل روايته رواية المستعمر.

هكذا حدث بعد السابع من أكتوبر بغزة ، كل وسائل الاعلام التي نعتبرها محايدة وديمقراطية مثل سي ان ان ، وبي بي سي ، ومونتي كارلوا  ، اخذوا برواية العدو ، وسقطت في الوحل وحرب الإبادة بشكل كبير ،،، وهو  التوجه القديم / الجديد للمستعمر .الصهاينة مستعمر ، ومن يدافع عنه مستعمر أيضا من غرب وشرق .

من غطى احداث غزة الإعلامية هم اهل غزة من الفلسطينين وهو جنود المعركة الإعلامية ، وهم من ينشر السردية الفلسطينية الحقيقية ، وليس ما يرده الغرب وهم من استهدفهم العدوان الإسرائيلي عمدا وقتل اكثر من 200 صحفي ميداني.

كما هو الحال في الحرب الاهلية اليوغسلافية ، التي سردت وجهة نظر الصرب فقط ، سواء بسبب الخوف او المصلحة وادى ذلك الى تفتيت هذا البلد .. هكذا يراد للعرب.

قبل أي غزو ، هناك تهيئة للاعلام ، للرواية التي يجب ان تسرد ، والرواية القادمة اثناء وبعد الحرب ،، هكذا حدث للعراق ، وهناك السقطة الكبرى ، منذ قبل العرب احتلال العراق ، وهي بداية تفكيك المنطقة ، الشعوب العربية لم تتحرك .

يقول الصحفي البريطاني المرحوم فسك ، دخل الصحفيون الدبابات وكأنهم جنود وتبادلوا مع الجنود المواقع .. فكيف ينقل الصحفي الحقيقة عن الحرب اذن ؟

حاولت الدول العبرية  اختراق العقلية العربية من خلال التطبيع مع بعض الدول العربية مثل مصر والأردن ( كامب ديفيد ووادي عربة ) ، ولكن بعد أربعة عقود لم تنجح العملية والشعب العربي رافض لهذا الكيان ، فغيرت إسرائيل خططها من خلال اتفاقية أوسلو ، وحل الدولتين ، وتلك الاتفاقية مسؤولة عما يجري الان من مذابح .

الاكاديميون الصهاينة وكبار الإعلاميين درسوا العقلية العربية ، واستطاعوا خلق سردية مغايرة عن لغة السلام مع العرب ، وبدأ التفكك في العقلية العربية وتتحول الفكرة الى سلام وقبول إسرائيل بالمنطقة ، وتم اختراق المؤسسات حتى الكبيرة منها مثل الازهر حيث تم تغيير المناهج فيه وتم تغيير الوعي العربي وجاء دور مواطنوا دول مجلس التعاون الخليجي ، وبدأ التاثير من خلال محطات التلفزة مثل ام بي سي والجزيرة وغيرها ، وبدأ بث بعض السرديات التي توهن الخليجي او العربي لدعم القضية الفلسطينية مثل " الفلسطيني باع ارضه " ، " الشعب الفلسطيني لا يشكر رغم دعم الخليج له " ، و"اللبناني كذاب " ، والمحطات تسقبل الصهاينة في اذاعاتها ومحطاتها وقنواتها ، ومن ثم جاء دور أدوات التواصل الاجتماعي ، التي تنشر اخبار مزيفة ، او اخبار كثيرة لتغطي عن الاخبار الحقيقية ، وتناقض وصور وتدليس الاخبار والمواقف لتشويه القضية .. تلك الاعمال خلقت مواطن فقاعة ، وفضاءات معددة واحيانا متطرفة.

هناك مقولة لاحد الصهاينة تقول " اذا كان الذهب قوى الأولى في العالم ، فان الاعلام هو القوة الثانية ، ومن يستولى على الأول دون الاخر يخسر" . ، لذا تراهم سيطروا على المال والاعلام ، وهم من يتحكموا في أدوات التواصل الاجتماعي من فيس بوك الى انستغرام الى منصة تويتر ( أكس ) ، ويغلقوا حسابات لا تؤيد وجهة نظرهم وتخدم سياساتهم ..اذا سيطروا على الاعلام الورقي والاعلام الالكتروني وجميع المنصات .

الاعلام الصهيوني قبل السابع من أكتوبر

نشط الاعلام الصهيوني في بث رواية ان الجيش الإسرائيلي هو الأقوى في العالم  والذي لا يقهر، وتقنية المعلومات هم الأكثر تقدم ، وهم قادرون الوصول الى عدوهم أينما كان ، تخويف الناس والعرب ، ومحاولة خلق انقسامات بين العرب ، ونشر السرديات التحبيطية والتخوينية للفلسطينين وغيرهم ونشر بطولات إسرائيل .

وهناك مقولة لدك شيني وزير الدفاع في إدارة بوش الابن ، يجب الاهتمام بالصحفيين في الشرق الأوسط ، وانه من الضروري خلق عدو ، وان كان وهمي ( ايران مثلا ) ولابد من خلق جماعة يقتاتوا على فتات نرميها لهم  ويصدقوا خططنا وينفذوها وهم المتمصلحين .

هكذا كانت المحطات والقنوات العربية تستكتب وتحاور المحللين الصهاينة ، وتم تغيير المصطلحات ، بدل إبادة غزة تم تسميتها حرب غزة ، وحرب حزب الله بدل إبادة لبنان وغزوه ، وغابت السردية البطولية للمقاومة التي يقاوم فيها ثلاث مقاومين كتيبة صهيونية ، صمود دام اكثر من سنة ،،، وتعتمد تلك القنوات في جلد الذات .. وتكرار ما يقوله الصهاينة عن عبد الناصر والعلوج و.. الخ ... نسوا ان إسرائيل وصلت الى بيروت عام 1982 ، ولم تكن هناك حماس ، ولم يكن هناك حزب الله .

وتتسائل خولة مطر كيف ان هناك 1400 فصيل يحارب الدولة السورية من المجاهدين بانواعهم وباسلحتهم ، اين هم الان من غزة ؟

ما بثه الاعلام الغربي ( قبل سحب الرواية وتكذيبها ) ، هناك اغتصاب للنساء الاسرائيليات ، وقطع رؤوس الأطفال علنا ،،، ونشروا تلك الاخبار في الصحفات الأولى منشيتات ،،، وحتى الصحف العربية ،،، بعدها ، وبعد اكتشاف الحقيقة ، نشر التكذيب باستحياء في الصحفات الداخلية ( رغم ان التكذيب يجب نشره بنفس الموقع السابق ) .

ساهم الاعلام في محاكمة والتحقيق مع السياسيين الفلسطينين في الاعلام الغربي والعربي وكأن الاعلام هو المحقق لا المحايد !!.".