بقلم : محمد الانصاري
إننا كشعوب عربية و شرقية تضررنا أكثر من غيرنا وبشكل مباشر بالأخبار الزائفة والمفبركة التي تستهدفنا من وسائل الإعلام العالمية ، وكثيراً ما كانت بلداننا و مجتمعاتنا ضحية الأجهزة الإعلامية الكبيرة و المؤثرة ، و بسبب ضعف إمكاناتنا و تبعثر جهودنا لم نتمكن من محاسبة القنوات و الأفراد والجهات التي استخدمت وسائل الإعلام في اختلاق الأخبار المضللة ضد مصالحنا و أمننا وإستقرارنا .
للأسف الشديد إننا وقعنا ضحية لأشكال عديدة ومتنوعة من الزيف والخداع الذي قوض أمن بلداننا ومس مصالحنا الوطنية وبشكل فج ومتعمد ، من خلال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي خططت لها ومولتها الدول و المنظمات المعادية لنا ، هذه الأشكال تنوعت وزادت إحترافية ونذكر لكم مثالين بارزين أحدهما سياسي والآخر صحي تجاري من أجل كشف حجم المؤامرات التي وقعنا ضحيتها.
المثال الأول : فبركة قصة أسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق بهدف غزوها وسرقة ثرواتها النفطية.
لقد قامت وسائل الإعلام الغربية بخداع العالم من خلال نشر معلومات مغلوطة و مشوهة حول إحدى الدول العربية ، حيث تم تحريف الحقائق و تقديمها بشكل غير دقيق لتوجيه الرأي العام العالمي والعربي نحو اتجاه معين.
الاخبار التي تم فبركتها قبل حرب العراق عام ٢٠٠٣ تبين لاحقاً أنها من أبرز الأفلام الهوليودية المختلقة ، فقد نشرت في حينها إدعاءات تؤكد بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل، فيما ثبت لاحقًا وبعد غزوها أنها غير صحيحة. هذا الأمر أدى إلى تدخل عسكري واسع النطاق، وعُدّ من أكبر الخدع في التاريخ الحديث.
المثال الثاني : المبالغة في تخويف العالم من جائحة كورونا، وإختلاق قصص مؤامراتية حول نشأت الفايروس.
لقد قادة بعض وسائل الإعلام حملة إعلانات مضللة ، كانت لها أغراض تجارية بحتة تخدم شركات و دول بعينها ، وقد استخدمت الإعلانات بشكل خدع المستهلكين وخصوصاً الشرقيين ،سواء من خلال تقديم معلومات مضللة أو عدم الإفصاح عن الآثار الجانبية للمنتجات.
ومن أبر الإعلانات المضللة في التاريخ تلك التي إنتشرت أثناء جائحة كورونا ، حيث تم تداول العديد من المعلومات المغلوطة بشأن فيروس كورونا بشكل أثار الرعب بين الناس و جعل الحكومات تشتري بمليارات الدولارات الكمامات واللقاحات و أدوات الفحص المنزلي ، كما تم نشر مزاعم حول علاجات غير مثبتة بهدف تسويقها، وتم أيضاً تسويق نظريات مؤامرة حول نشأة الفيروس جميعها لم تثبت.