الشيخة هيا : هذه المهنة ( المحاماة ) هي ليست وظيفة وأيضا هي ليست مشروع تجاري او اقتصادي، هي رسالة لتحقيق العدل
بحضور رسمي رفيع المستوى يتصدرهم رئيس مجلس الشورى معالي الأستاذ علي صالح الصالح وسبعة وزراء بينهم وزير العدل نواف المعاودة ، احتفلت مؤسسة حسن رضي وشركاه للمحاماة بمرور نصف قرن على التأسيس ، بمتحف البحرين الوطني وبتواجد ممثلين عن معظم مكاتب المحاماة والمحامين المعتمدين في البحرين من مواطنين وأجانب وعدد من الشخصيات المرموقة بالمجتمع.
وفي كلمة الحفل الرئيسة التي القاها الدكتور حسن رضي نيابة عن زملاءه بالمؤسسة قال فيها " خمسون عاماً من الجهد المتواصل لم يكن ليكون موفقاً لولا الدعم من قبلكم جميعاً. المسؤولون عن التشريع والعدالة في مملكتنا الحبيبة أساس الدعم والسند، وقضاتنا الاجلاء هم الذين مهدوا الطريق ونوروه لنا بأحكامهم وفقههم وموكلينا الاعزاء الذين منحونا الثقة وافادونا بانتقاداتهم وتقييماتهم الايجابية خصوصاً من خلال برنامج التقييم السنوي الذي نعده بإشراف وتوجيه من شبكتنا العالمية الرائدة LexMundi ، الممثلة في هذا الحفل بالسيدة نادية النجار لطفي، فالشكر لكم جميعاً على الدعم والسند بمختلف مصادره منكم.
نجحنا والحمدلله في بناء مؤسسي لا يعتمد على فرد إنما على العمل الجماعي فأعددنا جيلاً من المحامين والمستشارين القانونيين مدرباً تدريباً يواكب التطور التشريعي والقانوني والقضائي باللغتين العربية والانجليزية والمتماشي مع متطلبات المستويات الاقتصادية والمالية الدولية التي تتميز به مملكتنا بتفوق عالمي بقيادة وتوجيه وحكمة صاحب الجلالة ملكنا المعظم حفظه الله وبسند وتنفيذ بجدارة من قبل صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله. ولم ننس وفاءً لمملكتنا الظافرة بأن نشارك في ان نعد لموكلينا والمتعاملين معنا كوكبة من المحامين والمستشارين (الداخليين) القادرين على قيادة شؤونهم القانونية بكل جدارة واقتدار، خاصةً في المجال المصرفي والمالي.
تمسكنا أيضاً بمبدأ ثابت وهو دور المرأة في النهوض ببلادنا وانعكس ذلك في عدد ومراكز المرأة في مكتبنا بحيث أصبح العنصر النسائي يمثل ما لا يقل عن 30% من الشركاء و40% من العاملين.
أعرنا للشباب وتطورهم الاهتمام الأول، كما هيأنا مكتبنا للعمل بالنظام الرقمي تماشياً مع أحدث التطورات في هذا الميدان.
بنينا في مكتبنا نظاماً مهنياً عائلياً جوهره الحب بيننا ولم نكن لنوفق لولا دعم وسند عوائلنا الطبيعية ولا يفوتني هنا شخصياً ان اوصل الشكر إلى شريكة نجاحاتي زوجتي أم صبا وبناتي لصبرهن ومساندتهن المتواصلة وكذلك لأزواج وزوجات وأبناء زملائي الأعزاء.
اكرر الشكر لمؤسساتنا الرسمية الحكومية وعلى رأسها جلالة الملك المعظم وولي عهده الأمين ولقضاتنا الاجلاء وزملائنا وموكلينا متعهدين لهم جميعاً بمواصلة العمل بعلمية ومهنية والالتزام بأخلاق مهنتنا المقدسة.
من جانبها ، القت المحامية هيا بنت راشد ال خليفة الكلمة الرئيسة الثانية قالت فيها " نجتمع هنا اليوم لنقدم التهنئة مقرونة بصدق المشاعر للأخ الأستاذ الدكتور حسن رضى الذي يحتفل بنصف قرن من بدء ممارسة هذه المهنة الكريمة، في هذا البلد الطيب. هو الذي قدم الكثير من الجهد لخدمة العدالة في بلدنا، نهنئ و نبارك وندعو له بوافر الصحة و التوفيق والاستمرار.
اشكر الأستاذ حسن رضي لانه اتاح لي الحديث الى هذه الكوكبة من القضاء الواقف في بلدنا و الذي يتكون من أجيال مختلفة، منها الرواد كمثل الدكتور حسن و جيله . ومنها الشباب والشابات القادمون الى المهنة.
هذه المهنة هي ليست وظيفة و أيضا هي ليست مشروع تجاري او اقتصادي، هي رسالة لتحقيق العدل، ومن المستقر عليه في المفاهيم القانونية ان العدل هو التقوى، وهو اسمى مراتب عبادة الله تعالى وطاعته وارضاء للضمير الإنساني الواعي بأهمية العدل كأداة لاستقرار المجتمع ورخائه.
ان نظرنا الى نصف القرن الماضي، نرى ان التشريعات قد تطورت بتطور المجتمع و بعد ان كانت القواعد القانونية نصوص قصيرة مختصرة، او قواعد مستقرة في الذاكرة، تتناسب مع العصر السابق تطورت تشريعاتنا بفضل رعاية و اهتمام جلالة الملك حمد بن عيسى الى افضل التشريعات في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل الإصلاحات التي قامت بها حكومة جلالته برعاية سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وعندما انظر الى تجربة نصف قرن مضى أرى كم هي الخطوات الكبيرة والتي قطعتها مسيرة العدالة في مجتمعنا، لقد كان القادم الى هذه المهنة شبه مغامر، لان الوعي القانوني لم يكن قد ترسخ ،وخاصة في غياب النصوص المكتوبة،ولم يكن الامر سهلا او يسيرا، بل جيل البناء كان يتلقط الاشواك بيده، وارى امامي الأستاذ حسن رضي، على مدى هذا الردح من الزمن وهو يبذل الجهد الدؤب لرفع شأن مهنة المحاماة، واليوم اصبح لدينا كوكبة من القضاء الواقف يشهد لها في الوطن وعلى المستوى الإقليمي والدولي، كل ذلك بفضل عمل وكفاح الجيل السابق،، وكفاءة وإصرار الجيل الجديد من المحامين.
العدل أساس الملك كما تعلمنا والعمل في مجال تحقيق العدالة يحتاج الى تدريب كثيف وبناء ليس مهارات فقط ولكن ترسيخ اخلاقيات لا يحيد عنها من يرغب النجاح في هذه المهنة، فالعدل يجب ان يكون صنو الرحمة، و العدل هو إعطاء صاحب الحق حقه دون منة. والعدالة تقوم على الشفافية والاحترام والمساواة عند تطبيق القانون.
تعرفون جميعا ما يمر به اقليمنا من صعاب، وهذا يفرض علينا واجب المحافظة على امن وامان الوطن، و في الإحصاءات الدولية تتمتع البحرين بدرجة متقدمة في تحقيق الامن و الأمان، جزء من ذلك منظومة العدل والقوانين الحديثة .
نحن، أي جميعنا هنا معنيون بتحقيق العدالة، هي في معناها الواسع عدم الانحياز بسبب الجنس او اللون او الفئة الاجتماعية او المركز الاقتصادي، او أي مؤثر اخر، لم نختاره وإنما كان مقرر علينا اجتماعيا او معرفيا، لذلك قيل ان العدالة عمياء.
ولعلني اختم بالتنبيه الى اهمية التدريب القانوني ذو المستوى العالي والكيفية المتميزة، و الاطلاع على التشريعات العالمية مع الاجتهاد في ملائمتها مع حاجات مجتمعنا واجيالنا الجديدة. نبارك ونهني ونتعاون على العمل على جلب المنفعة للوطن والعدالة للمواطنين وكل التمنيات بمزيد من النجاح والاستمرار للاخ الدكتور حسن رضي.
وفي كلمة اطراء من المحامي البريطاني جون بلسون قال : قام حسن ببناء مكتبه القانوني ليصبح واحداً من أبرز المكاتب في البحرين. هو وزملاؤه حرصوا على أن يبرز جيل جديد من المحامين الشبان. لذا أنا أدرك أن هذا المكتب القانوني سيكون أحد أبرز المكاتب في البحرين طالما هناك مكاتب قانونية في البحرين. الآن، ما الذي يجعل شخصًا مثل حسن محامياً رائعاً؟ هل لأنه ذكي وبارع؟ لا أعرف. ربما يمكن أن يكون بارعاً، ربما يمكن أن يكون ذكياً، ولكن هذا ليس مهماً. الشيء المهم هو أنه حكيم.وقد تحقق ما كان يصبوا اليه قبل ربع قرن.