DELMON POST LOGO

من أين سيأتي النواب بالملايين لتنفيذ مقترحاتهم؟!

بقلم : محمد الانصاري

منذ افتتاح دور الانعقاد الجديد لمجلس النواب و السادة والسيدات الأفاضل النواب لم يهدأوا عن طرح المقترحات التي تحتاج لتنفيذها ملايين الدنانير ، و هم في نفس الوقت يعلمون جيداً أن هذه الأموال غير متوفرة لديهم ، و الحكومة لن تستطيع توفيرها إلا عبر المزيد من الاقتراض  ، وبصراحة لم نتمكن أن نفهم ما هي الحكمة من تضييع وقت وجهد المجلس في هكذا أمور التي يعرف الجميع نتيجتها قبل البت فيها ؟

هناك من السادة النواب من قدم مقترحاً رسمياً يهدف لتخصيص مبلغ ٣٠ دينار لكل طالب في المدرسة ، و هناك أيضاً من إقترح توسيع شرائح المستفيدين من دعم الكهرباء، وهناك من إقترح زيادة مبلغ دعم علاوة الغلاء ، وهناك من اقترح علاوة خاصة لموظفي القطاع الخاص الذين تقل أجورهم عن ١٥٠٠ دينار ، وفي نفس الجلسات هؤلاء النواب أنفسهم يناقشون إرتفاع الدين العام وطلب الحكومة رفع سقف الدين و التخطيط للاقتراض لتغطية النفقات الحالية والتي تعاني من عجز كبير.

طرح مشاريع غير واقعية لا يمكن تنفيذها مع سبق الإصرار يفقد ثقة المواطن في مدى جدية و منطقية تعامل مجلس النواب مع الشأن العام، و يجعلنا نظن أن الهدف الوحيد من هكذا مشاريع هو ذر الرماد في العيون ، و إلقاء اللوم على الحكومة في رفض هذه المقترحات دون بذل جهد حقيقي في معالجة الاسباب  التي أدت إلى هذا الواقع  الاقتصادي والمالي رغم تحسن ظروف باقي دول المنطقة.

إن المجلس لم يطلع المواطنين سواء عبر وسائل الإعلام أو حتى في لقاءات مباشرة بين النواب و الشعب حول أسباب العجز المالي الكبير والمزمن الذي تعاني منه الموازنة العامة للدولة، ولم نعرف من النواب كيف و أين صرفت الموازنات السابقة، كما لم نعرف ما هي خطة المجلس الحالي في ضبط المصروفات و جعلها متناسبة مع الامكانيات المالية المتاحة.

من جانب آخر فقد تجاهل مجلس النواب القيام بدوره الحقيقي في تبني و سن قوانين من شأنها ضبط مصروفات ونفقات الدولة وزيادة مداخيلها ، كما ولم نرى أية تشريعات ومقترحات نيابية تساعد في جلب المزيد من الاستثمارات كي نتمكن من تمويل الأفكار و المقترحات التي يطرحها المجلس ، هل يعود هذا العجز لعدم استيعاب النواب للواجبات المناطة بهم أم إنهم يعلمونها جيداً ولكن هناك أمور لا يعلمها الناس ؟! .

ختاماً :-

١- الشعب وبعد تجربة اكثر من عقدين من الزمن يستطيع أن يميز بين المقترحات النيابية الجادة و المقترحات غير المدروسة و حتى المقترحات العبيطه.

٢- نريد من المجلس حلول ممكنة ولا نتوقع منهم حلول سحرية، لذلك نرجوا من السادة النواب ترك الأفكار الخيالية و العمل بخطط واقعية.