دشنت القاصة فخرية مخلوق كتابها الثانية " المرسى الاخير " وهو عبارة عن قصص قصيرة ككتابها الاول ويتكون الكتاب من 26 قصة متنوعة .
اجمل القصص فيه " شاهد الخياط " ، وهو قصة بنغالي يعمل خياط في البحرين ينتحر بسبب سؤ معاملة كفيله ، وهي القصص القلائل التي تتعلق بمعاناة العمالة الاجنبية في الخليج .
قصة اخرى عن البطالة في البحرين بعنوان " انا الحلاق " ، وهو تبني بعض الوظائف المتواضعة من قبل الناس بالخليج وهو الحلاق ، وتنمر الناس وخصوصا الاطفال على هذه المهنة ، وبسبب زيادة نسبة البطالة في الخليج يضطر المواطن الخليجي الى العمل في هذه المهنة ومعاناة ذلك حتى في الزواج والبحث عن شريك الحياة .
وقصة ثالثة بعنوان " الوأد الثالث "تتعلق بمعاناة المرأة في الخليج ، وضغط الاهل ، وهو كيف يحرم اب بناته من الدراسة الجامعية ، وعندما تتزوج البنت يحرمها زوجها ايضا من ذلك ، بل يضغط عليها لكي تستقيل من العمل لاجله . صراع بين الشخصية والذكورية والانوثية
والقصة الرابعة " اضواء عرس الجيران " ، تناقش الزواج بين الناس مختلفي المستوى الدراسي ، وهل تقبل البنت حاملة الماجستير من فتى لا يحمل سوى شهادة الثانوية العامة ؟ وما سبب الرفض هل تكافء المستوى ام الراتب ام المعيشة ام كلام الناس ؟ وما هو الحل.
والقاصة فخرية احمد مخلوق ، تحمل شهادة الماجستير في اللغة العربية ، لذا فان قصصها مشحونة بالعبرات والكلمات الرنانة الجميلة مستفيدة من خلفيتها اللغوية وعربيتها الجميلة.
بدأت فخرية مخلقو كتابة القصص القصيرة في اكتوبر 2019 ، تزامنا مع جائحة كرونا ، التي اجتاحت العالم في ديسمبر 2019 ، فكانت اولى قصصها بعنوان " قطيعة " وتلتها " ضرورة " ثم " ندم " لتكمل الاصدار الاول من القصص بعنوان " نحن السنابل " وبه 27 قصة .
القصص التي تكتبها جميعها او معظمها قصص واقعية ، انسانية لاناس يتمردون على واقعهم ، انتصرت فيها للمرأة وهمومها ، وسعت لبسلمة جراحها بخلق نهاية جميلة تنتشلها مما هي فيه .
تقول في مقدمة كتابها الاخير " المرسى الاخير " اجد نفسي مضطرة الى التركيز على الواقع فهو الارض الخصبة ، ومالم تمتد ايدينا الى الاصلاح فلا مبرر لشكوانا والمنا ، وساظل ارى ان ما اكتبه " بعض مجازا ، بل هي كلي " .
تسرد الكاتبة فخرية مخلوق قصص قصيرة معجونة بالواقع من خلال شخصيات تعيش الحياة دون مواربة او تملق شخصيات ابت إلا تحكي قصصها بصدق وعفوية . شخصيات ابت إلا تحكي قصصها بصدق وعفوية وأن تتعارك مع محيطها حتى تقدر على الصمود.
تقول احدى قصصها القصيرة " بعد ان انتهت من تسجيل ما تريد شعرت ببرودة تسري في جسدها ، وحينها تذكرت انها تركتب نافذة المطبخ مفتوحة ، عادت بعد اغلاقها تفكر : اعند اولادها ثيا تقيهم برد الشتاء ، ولكنها وبعلقها الذي عودته ان يفكر جيدا ويحسب للغد حسابه ، قالت في نفسها ، لاحظت ان سراويل ابني البكر " ندير " وقمصانه بدت بالامس اقصر واضيق ، لقد بلغ ابني الثانية عشرة ، ولذا فملابسه لاخيه ، هكذا تعلمت من امي وان وجدت عملا فساشتري للبقية قطعة او قطعتين ، ليتم يا فضل معنا لترى كم يبدو "نذير" وسيما ، عندما استقلت على فراشها الساعة الواحدة بعد منتصف الليل اجتاحها لحظة اسى فلو ان حماها تركها تعيش واولادها في الشقة التي خصصت لها عندما تزوجت بفضل لخلصها من التفكير في كيفية تدبير الايجار ، ولغدا هذا المبلغ مصروفا لابنائها ! " .