بقلم : الشيخ حميد المبارك
النقد الديني هو البحث عن مديات واقعية المضمون الديني، وعقلانيته، ومدى انسجام نصوصه فيما بينها.
وهو يتفرع إلى تخصصات عديدة لا ينبغي الخلط بينها. فمنه ما يبحث في الحفريات والآثار المتصلة بالقصص الديني، ومنه ما يبحث في الجذور التاريخية للمرويات، ومنه ما يبحث في داخل النصوص ذاتها. ولكل من هذه التخصصات أدواتها ومناهجها.
ولو أخذنا النقد المتخصص في البحث داخل النصوص كمثال، فهو يتوقف على دراسة أصول فهم النص، ومن ذلك: (١) دراسة نظامه اللغوي والخطابي وفق زمانه. (٢) استحضار جميع سياقاته التي يفسر بعضها بعضاً. (٣) بذل الجهد في فهم عرفي للنص مُتحرّر قدر الامكان من الأحكام المسبقة.
ومن الواضح أن بعض نقاد النصوص الدينية يتعاملون باستعلاء شديد، فقد يكتبون مقالات مُطولة مبنية على تفاسير هي خارج مقصود ومراد قائل النص نفسه، وذلك لأنهم لا يجدون أنفسهم مُقيَّدين بدراسة النصوص ضمن نظامها اللغوي والسياقي، بل ينطلقون من رغبات (أكاديمية) في البحث عن معانٍ وملحوظات كانت خافية عن الجميع!
