استعرض الدكتور عيسى أمين رئيس جمعية التاريخ البحرينية عددا من الوثائق التاريخية البريطانية والايرانية والاجنبية في ندوة عقدت بمقر الجمعية مساء الاربعاء الماضي والتي كانت بعنوان " تاريخ اللؤلؤ " مدعما بالصور والرسائل بين الشيخ عيسيى بن علي حاكم البحرين والسلطات البريطانية حول زيارة عدد من الاجانب للتجارة باللؤلؤ في المنامة.
وقال ان اللؤلؤ عادة متواجد في الجانب الشرقي من الخليج العربي ( الجانب العربي ) ويبدأ موسم الغوص من فترة الجوزاء حتى الميزان ولا غوص في رمضان. وهناك لؤلؤ في السواحل السلانية ، والهندية ولكن اللؤلؤ الخليجي الافضل.
عام 1910 قامت احدى المؤسسات الفرنسية ( روزن تان ) فتح مكتب او مركز لها بالبحرين ، وبلغ اجمالي مشتريات المؤسسات في ذلك العام 100 مليون روبية ، وصدر اللؤلؤ الى باريس ( احيانا يصدر للهند للفرز قبل ارساله الى باريس ) ، احدى المؤسسات الفرنسية تنتج 100 عقد يوميا من اللؤلؤ.
وقد زار اربعة من التجار الفرنسيين البحرين عام 1840 ، واحد التجار الفرنسيين وسكن بالمحرق ورسم العديد من الرسومات التي تعكس الحياة حينها ، كما رسم صور عدد من الشيوخ .
وقال ان الفترة بين 23 الى 79 ميلادية ، كان اللؤلؤ الحجر الاغلى بضاعة في البحرين ، وان اوربا لم تعرف اللؤلؤ الا بعد زيارة الاسكندر الاكبر المقدوني الى المنطقة عام 326 قبل الميلاد ، وامر بتشكيل لجنة او فريق لتشكيل صورة الى الخليج العربي والتي بين ايدينا الان .
اول مكتب مختص باللؤلؤ كان في عدن عام 325 ميلادية ، وينقل الى مصر من عدن .
وبلغ عدد مواقع صيد اللؤلؤ في الخليج 300 ، واول بناء كبير تم نباءه في البحرين عام 1926 بناه فاروق محمد عقيل عرشي وهو تاجر للؤلؤ كبير ، تحول القصر الى ثكنة عسكرية عام 1945 اثناء الحرب العالمية الثانية ، وهدم بعد ذلك بسبب خلال بين المالك الجديد وهو القصيبي وهندي استأجره وحوله الى فندق باسم تاج محل .. هدمته بلدية المنامة عام 1936 بسبب انه مبنى آيل للسقوط ، استخدم قبل ذلك كمسرح ، يستضيف البهلواني خليل عقاب لعرض عروضه السيركية .
يذكر البروفيسور الأيرلندي تيم نبلوك في كتابه «التطور الاجتماعي والاقتصادي في دول الخليج العربية» أنواعَ اللؤلؤ في الخليج، ويقول إن اللؤلؤ الذي يُطلق عليه الدانة "الحصباة" هو من أندر وأغلى وأجمل أنواع اللؤلؤ في الخليج.
فى الثلاثينيات من القرن الماضى حصل محمد الهولي من أهل الغويرزة فى سفينة النوخذة سعيد السليطى فى أحد الهيرات فى شمال جزيرة المحرق يقال له ( هير بولثامة ) أكبر لؤلؤة (دانة ) فى تاريخ البحرين سميت دانة عيسى الهولى أودانة الهولى ، بعيت على تاجر فرنسي بمبلغ 10 الف روبية وهو مبلغ كبير.
وتحدث امين عن كتاب صيد اللؤلؤ ؛ المناص في أحوال الغوص والغواص
لـلكاتب الايراني محمد عليخان بندر عباسي ، في عام 1302 شمسي، سأل سيد عبد الله خان (معاضد السلطان) -ممثل وزارة الخارجية في بنادر جنوبي إيران- عن أمور الغوص وصيد اللؤلؤ، ولم يكن لدينا جواب مناسب لهذه الأسئلة. من هنا بدأت البحث في محتوى هذا الكتاب ليكون فيه الجواب الشافي للأسئلة المتعلقة باللؤلؤ، ومما زاد في إصراري على تأليف هذا الكتاب حيرة الكاتب الفاضل أمين الريحاني وتساؤلاته، في كتابه المشهور (ملوك العرب) (المطبوع عام 1303 شمسي)، عن عدم اهتمام المثقفين في موضوع صيد اللؤلؤ. من هنا خرجت رسالة (المناص في أحوال الغوص والغوّاص)، والتي جاءت في عهد السلطان رضا شاه بهلوي، في التاسع عشر من امرداد عام 1308 شمسي، المقابل لشهر ربيع الأول من عام 1348 قمري، وتمت طباعتها.
وقال ، "في سنة 1911 ارسل البالدوز الانجليزي رسالة الى شيخ البحرين عيسى بن علي يحذره من التعامل مع التاجر اليوناني الذي يتعامل مع الاسفنج واللؤلؤ والمنع من الغوص في هيرات البحرين حسب الاتفاقية بين البلدين بريطانيا والبحرين ".
وفي الحوار سأل احد الحاضرين لماذا حياة الناس فقيرة رغم حجم اللؤلؤ الذي يصدر للخارج ؟ وكان الجواب بان هناك استغلال للغواصة الذين يموتون وعليهم ديون.
ثم قال المحامي عبد الله الشملاوي بيت شعر ليزيد بن معاوية عن اللؤلؤ :
وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبرد