أُطالع كلما سمح الوقت موقع سنوات الجريش التراثي الذي يشرف عليه الصديق الأستاذ جاسم آل عباس. وأود بهذه المناسبة أن أشيد بالدور الكبير والمجهود الوافر الذي يقوم به هذا الرجل في حفظ التراث الديني والتنقيب عن الآثار البحرينية ونشر الصور التاريخية للمشايخ والمعالم القديمة في البحرين.
وقد شاهدت مؤخرا مقطع فيديو من تصويره حول قرية فاران المندثرة التي كانت تقع في موقع قرية (القرية) القريبة من بني جمرة. ووفقا لما ورد في مقطع الفيديو على لسان الأستاذ جاسم، أن هذه المنطقة، واسمها فاران، كانت قرية قديمة والمقبرة الموجودة فيها هي مقبرة معروفة اسمها مقبرة فاران وقد غطت الحشائش شواهد القبور وهي قبور قديمة.
وهذه القرية ينتسب إليها عالم دين جليل اسمه الشيخ محمد الفاراني، وهو أحد علماء الدين المعروفين قديما وترجمته مذكورة في كتب التراجم العلمية، ويوجد ضريحه في هذه المقبرة. وهناك تلة بجانب المقبرة كانت في السابق مسجدا ومدرسة علمية للشيخ محمد الفاراني وتوجد أيضاً بعض الصفائح البحرية التي تم تنقيبها قبل سنوات، كما توجد زوايا مستديرة في مقدمة المسجد لكي تدعم جدرانه، ويرجح البعض أن هذه الزوايا تعود إلى فترة مبكرة من العصر الإسلامي.
كما توجد ثلاثة أروقة حول المسجد والرواق الأوسط يسمى ليوان أو إيوان، كذلك توجد غرفة الخلا أو غرفة الصلاة، وكانت الأقواس الموجودة في مدخل المسجد وجدرانه ممسوحة بالجص. والمسجد يوجد به مِيضاء (مكان للوضوء) أو قاعدة تستخدم للوضوء. وجميع المساجد والمدارس العلمية يوضع على أرضيتها (صبّان) بحرية لكي لا تتحول أرضيتها إلى وحل حينما تتساقط الأمطار وتتجمع المياه.
ويضيف الأستاذ جاسم: كانت هناك مدرسة علمية ثانية تقع في قرية (القرية) القريبة من بني جمرة، جنوبي مسجد الحسن، وتنسب أيضا إلى الشيخ الفاراني.