كتب : عباس هلال
رحم الله الصديق العزيز الاستاذ محمد يوسف الجودر ، رحم الله طالب AUB ، جامعة بيروت الامريكية ، رحم الله الوطني القومي الديمقراطي ، واسكنه فسيح جناته والهم عائلة الجودر والرفاعي الكرام والاصدقاء والرفاق الصبر والسلوان.
كان اسم المرحوم ضمن ضربة الاعتقالات الاستباقية في فجر 23 اغسطس 1975 ، ونظر لتشابه الاسماء تم اعتقال محمد الجودر الموظف في وزارة التربية والتعليم والذي كان في حالة ذهول !!، و تم ترحيله الى جزيرة جدا وبعد يومين تم اطلاق سراحة ( الحكاية فيها تفصيل واصبحت احدى حكايات وروايات السجون منذ 23 اغسطس 1975 ، وحتى الان !!) واعتقال المرحوم محمد الجودر ، وبقى في سجن جدا حتى 15 ديسمبر 1975 ضمن افراجات مرحمة العيد الوطني مع احمد مطر وفاروق عرشي وعبد الرحيم السيد والكابتن المرحوم محمد جكنم وسيد جعفر الوداعي والمرحوم جليل الحوري والدكتور حسن احمد ابراهيم ومحمد عبد الرحمن .. الخ
اقترن المرحوم الجودر برفيقة دربه الدكتورة فاطمة الرفاعي والتي كانت في كلية التمريض بالجامعة الامريكية مع د. فاريبا ومريم سالم .
استقر المرحوم الجودر في ابوظبي موظفا في شركة النفط ادنوك مع زوجته الدكتورة فاطمة والتي كانت موظفة ادارية وفنية كبيرة في وزارة الصحة ، لكنه كان على تواصل مع الاصدقاء والرفاق في البحرين ، وصادف عمل الصديق فيصل العرشي لعقود في ابوظبي فكانت عشرة رفاق .
استضافنا المرحوم بكرمه في بيته في ابريل 1991 بوجود فيصل عرشي واولادي اسامة وأيمن فتكررت الدعوات في البحرين .
اخر مرة رأيته في البحرين مع صديقه الحبيب محمد الزيرة - ابو حسين - في احدى مناسبات المواساة في العدلية ، ولازال هدوء الابتسامتين عالقا في مخيلتي ، ولازالت صوره في بيروت وسجن جدا وابوظبي والبحرين في القلوب وفي الصدور.
قوميا يساريا ناشطا في العمل الطلابي والحزبي والاجتماعي ، ابتسامته رقيقة وهادئة مع طبعه الهادئ الجميل كان مركزه الوظيفي عاليا في ادنوك مهنيا بامتياز.
رحم الله عزيز الجميع محمد الجودر وانزل السكينة والصبر والطمأنينة على قلوب اولاده وزوجته الاخت العزيز الدكتورة فاطمة الرفاعي وعائلة الجودر الكرام . خالدا في ذاكرة الوطن ، خالدا في سجل النضال الوطني الديمقراطي ، خالدا في .
ذاكرة الرفاق والاهل والاصحاب وفي وفادة رب كريم حليم وفي منزلة الصابرين وفي أعلي عليين .. آمين يارب العالمين
اااخ ، ياحزن وحياة حزنك ما عرفتك .. ياحزن غير مشيتك
اخ ، كم كان قدرنا قاسيا وخاطفا وصادما .
لك المجد والخلود يا ابا يوسف .
