DELMON POST LOGO

كمال الدين يعيد طباعة ديوانه " ديوان كمال الدين " بجزئين للمرة الثالث بطبعة منقحة ومزيدة

 

أعلن الأديب الدكتور محمد حسن كمال الدين عن إصدار طبعة منقحة ثالثة لديوانه "ديوان كمال الدين" والمكون من جزئيين، وبه قصائد جديدة وبعض المقالات والتحليلات الأدبية.

وما قدمه في الديوان الجديد هو قصيدة شعرية قصيرة بعنوان: مبعوث الكلمة الإبداعية، يقول في وصف الشاعر:

هو ذلك الكيان العاصف...

الذي يجمع في صفاته...

قدرا هائلا من الحنان...

وصخبا من الفتنة الخارقة...

وشيطانا معلما ...

ورسولا بلا هالة دينية...

وماردا... بلا عجائبية...

ويتسائل، ما هو التأثير الخفي بين الشاعر والطرف الاخر؟ سواءا كان محبوب او ممدوحا، وغيرهما من أغراض الشعر...؟ وما هي المعاني السحرية التي يمكن ان يعبر بها الشاعر عن احاسيسه تجاه الاخرين؟

هنا يمكنني القول: ان الشعر هو اشبه بذلك المفتاح السحري، الذي يجعل الشاعر قادرا على فتح مغاليق الحقيقة، ومن ثم الوصول الى الاسرار الغارقة خلف القلوب، فيغدو الهاجش الشعري جزء من حياة الشاعر، ينظر اليه وكأنه طاردا للاحزان والاثير المترامي الأطراف، الذي يملأ الفضاء بين الأرض والسماء.

ساحل البحر الذي كان يواجه منزلنا والذي عشقته حتى الثمالة، كنت أحلق في فضاءاته تحليقا مجنحا، حيث وجدت فيه ميدانا مريحا لخيالي ومتنفسا لمشاعري، وبالخصوص عند ساعات الغروب، وكانت الأمواج الصادحة تكاد لا تنقطع موسيقاها الا بمقدار ابتعادي عنها.

تغلغلت موسيقى أمواج البحر في خلايا خواطري، فصنعت احساسي بموسيقى الشعر، ذلك الإحساس الذي كانت تمتلكه الدهشة، فيزداد تعلقا بالحياة، ولم تكن تخمد احلامي التي كنت اتوسدها الا مع انبلاج ضوء الصباح، ثم بعدها ابدأ رحلة جديدة في عالم الضوء.

ذلك البحر... كان يفرض سلطانه على نفسي، فيبعث فيها السكينة حين كنت أجلس ليلا خارج منزلنا استذكر دروسي وانا بالمرحلة الثانوية في الأعوام السالفة.

والشعر الصادق... هو ذلك الشعر الذي يقوم على التحريض

فاذا فقد الشعر صفة التحريض على المحبة... فهو شعر بارد

واذا فقد التحريض على عشق الطبيعة... فهو شعر مسطح

واذا فقد التحريض على الحزن فهو شعر فج

واذا فقد التحريض على امتلاك قلب الممدوح... فهو شعر بلا شعور

والتحريض من جانبه يقوم على امتلاك الشاعر الحقيقي لمفاتيح علوم البلاعة والبديع والبيان والقدرة على تحريك آلياتا... من الاستعارة والكناية والتشبيه والالمام بعلم المسيقى، والقدرة على اختيار الكلمة المناسبة للقصد المناسب، واختيار الصورة الفنية لبعث الروح في جسد القصيدة.

وهنا تكمن المعاني السحرية التي يمكن ان يعبر بها الشاعر عن احاسيسه فيفتح بها مغاليق الاسرار الغارقة خلف جدران القلوب... حيث يجعل من الحب شاهدا حقيقيا على سلطان العلائق الوجدانية والإنسانية.

فلا شعر بلا قضية ولاشاعر بلا قضية.