ترجمة: مهدي عبدالله
نقدم اليوم الجزء الأخير من المقال الذي كتبته روز نايكرك، عضو الإرسالية الأمريكية في البحرين في الخمسينات، ونشر في العدد 224 المؤرخ صيف 1951 من مجلة اريبيا كولنج Arabia Calling التي كانت تصدرها الإرسالية آنذاك.
كيف أمكن حدوث هذا الشيء لمنيرة! أمها مختلفة عن باقي الأمهات البحرينيات، إنها تستطيع أن تكتب وتقرأ، وهي مسيحية. ابنتها أكملت الدراسة في المدارس المحلية وحصلت على دبلوم لجهودها. هذه البنت طالبة شغوفة، إنها تقرأ المجلات المصرية لتطلع على أخبار العالم، وهي تقرأ الإنجيل مع فهم لقواعد الإيمان والحياة. النقود لم تكن مهمة لأن اغلبها تنفق على شراء الملابس والمجوهرات للبنت نفسها. إنه يبدو أمرا غير مصدق ومع ذلك حدث. عوامل كثيرة لابد أنها دخلت فيه. فقد حاولت البنت التدريس في الأشهر القليلة الماضية ووجدت ذلك صعبا جدا.
أمها اعتقدت أن التدريس أمر صعب لها وعرفت إنه إذا موّلت الحكومة تعليمها فيجب عليها أن تقوم بالتدريس لثلاث سنوات على الأقل، بعد إكمال تدريبها. والد الفتاة في فارس وأرسل موافقته على طلب عائلة الشاب المتقدم عبر شخص مرسل. العريس المقترح هو قريب للعائلة وكان أخوه في نفس الوقت متقدما لطلب يد بنت أخت لطيفة. العائلة لها نفوذ كبير في السعودية وليس من السهل رفض طلبها.
كان يتحتم على الأم أن تقف موقفا قويا جدا لمعارضة كل هذه القوى، وعارفة بأن منيرة لم تستمتع بالتدريس كثيرا وتساءلت ماذا سيكون مستقبلها غير ذلك إذا رفضت الزواج. لكن، نظرا لأن الفتاة في السابعة عشرة فقط من عمرها، نعتقد أنها ربما انتظرت على الأقل لفترة أطول قبل التزام الأم بتزويج ابنتها زواجا غير مرغوب فيه. كذلك، ماذا عن إيمانها المسيحي في أسرة مسلمة؟ هل ستصبح فتاة شابة قادرة على الاستمرار في قراءتها للإنجيل، والصلاة والترانيم المسيحية إذا كان زوجها الشاب يعارض ذلك ويصر على التحاقها بصلوات المسلمين وعباداتهم؟
أنا أكتب عنها في هذه الليلة لكي يعرف كل من يقرأ عن وضعها وكي يكون هناك ربما جيش من الأشخاص المسيحيين المصلين لأجل هذه الفتاة الشابة، المغطاة الوجه والمحفوظة داخل الجدران الطينية لبيت في مدينة صغيرة في الجزيرة العربية، على سواحل الخليج. وأنا افكر في بيت شعر ورد في (العهد القديم) يقول: لعيون الله تجري ذهابا وإيابا خلال الأرض بأكملها، لإظهار نفسه قويا بالنيابة عنهم، الذي قلبه تام تجاهه.
كم هو رائع أن نعرف أن عيون الله على عروس شابة في الجزيرة العربية تحب السيد عيسى المسيح وأن نعرف بأن الله سوف يظهر نفسه قويا بالنيابة عنها في أوقات ضعفها. لتكن صلواتنا أن الله السيد سوف يستخدمها لنشر كلمته داخل ذلك البلد حيث لا يوجد شاهد مفتوح مسموح به حتى الآن. ومرة أخرى نصلي للجزيرة العربية، تلك الأرض حيث أن رؤية الأكثر تقدما لا تزال سرابا !