هذا المقال كتبته السيدة روز نايكرك، عضو الإرسالية الأمريكية في البحرين في الخمسينات ونشر في العدد 224 المؤرخ صيف 1951 من مجلة أريبيا كولنج Arabia Calling التي كانت تصدرها الإرسالية آنذاك.
"آه يا خاتون، هل سمعتِ بالأخبار السّارة؟ منيرة سوف تسافر إلى بيروت للدراسة وسوف تتكفل الحكومة بدفع جميع مصاريفها لمدة ثلاث سنوات. أليس ذلك رائعاً ! لكن يتوجب عليها أن تقوم بالتدريس لهم لثلاث سنوات بعد عودتها وهي لا تمانع في ذلك. جميع الأمور تم ترتيبها وهي سعيدة جدا ".
هذه كانت كلمات زهرة، أم منيرة، وهي واحدة من أقرب الصديقات للإرسالية في جميع أنحاء البحرين، وامرأة قامت بنفسها بتقديم اعتراف مخلص بإيمانها بالسيد المسيح كمنقذها. ابنتها منيرة البالغة سبعة عشر عاما تكنّ نفس الحب للمسيح الذي تعترف به أمها وكنا سعيدات جدا عندما علمنا بأن البنت أُعطيت هذه الفرصة للدراسة الإضافية.
لقد كنت أعطيها دروسها باللغة الإنجليزية مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع طوال فصل الصيف وقد حققت تقدما سريعا. إنها طالبة جيدة وفتاة جميلة وهذه فرصة عظيمة لها، لذلك فرحنا جميعا مع بعض، حتى أننا بدأنا في تجهيز بعض الملابس الملائمة لها لارتدائها في شهر سبتمبر القادم حينما تغادرنا إلى بيروت.
ذلك الكلام كان قبل بضعة أشهر. كان حلما رائعا، ورؤية بالنسبة لنا للتغيير الذي قد يصقل حيوات البنات العربيات اللواتي يتمتعن بالذكاء والتطور، والأمهات المسيحيات، الأمهات المشتاقات لمساعدة بناتهن تجاه حياة أسعد من التي أنفسهن يعرفنها. لكن الحلم تلاشى وثبت أنه سراب لمنيرة!
فقبل أيام قليلة، حضرتُ حفل زواج ورأيت فتاة متدثرة بحجاب ثقيل ومرتعبة. عمرها سبعة عشر عاما وهي تزف كعروس إلى شاب من الجزيرة الرئيسية (السعودية) والذي لم يسبق لها رؤيته من قبل كما لم يسبق أن رأته أمها ولا أبوها أبدا، يتم زفها وهي بكامل ملابسها المزركشة بالذهب و بمهر يبلغ 3700 روبية، أي حوالي ألف دولار. هذه الفتاة كانت منيرة !