نتابع اليوم المقال الذي كتبته روز نايكرك، عضو الإرسالية الأمريكية في البحرين في الخمسينات، ونشر في العدد 224 المؤرخ صيف 1951 من مجلة اريبيا كولنج Arabia Calling التي كانت تصدرها الإرسالية آنذاك.
قبل حوالي أسبوعين أخبرتني أمها الغاضبة جدا بأن خطط الزفاف قد أعدت لمنيرة وأنه ينبغي علي أن آتي في المساء التالي في الساعة التاسعة تقريبا، إذا أردت أن أراها تتزوج. بالطبع كنت أريد أن أكون هناك، كنت مهتمة بأي شيء قد يحدث لها. كنت أحبها كثيرا. جئت مبكرا لأنني لا اعرف بالضبط متى ستأتي العروس وخوفا من أنني ربما أفقد رؤيتها وتقديم بعض كلمات التخفيف الأخيرة لها. وجدتها جالسة على حصيرة قصب على الأرض في زاوية بغرفة مظلمة مع بطانية تغطي رأسها. لم تكن حينها تبكي لكنها كانت في حالة مزرية جدا، خائفة وغير سعيدة.
وجهت الحياة ضربة قوية لها وهي شابة وعليها أن تواجه خيبة الأمل بفقدان تعليمها وفي نفس الوقت أن تواجه مستقبل زواج فوري من شاب لم تعرفه ولم تره من قبل. لكن على الرغم من علمي بأنها لم ترد الزواج كان من الصعب أن أتوقع أن أجدها مستلقية على الأرض في غرفة مظلمة ومغطاة بالكامل ببطانية قبل ساعة فقط من زفها إلى زوجها.
جلست الفتاة وأخذت تجيب على أسئلتي لكنها لم تساهم في المحادثة. ليس هناك شيء أكثر لتقوله فيما يتعلق بها. لقد تم تحديد مصيرها وعرفته. أيضا كان هناك القليل الذي أستطيع أن أقوله سوى التأكيد لها بأن حب المسيح يتبعنا أينما كنا، ثم تركتها لأنتظر في غرفة أخرى مع أمها الغاضبة إلى أن يصل العريس. ومع استمرار أسئلتي ، لماذا ؟ ولماذا؟ ولماذا؟ كان جوابها الوحيد : نصيب. الله كتب. شنسوي؟